ربع مقال
بين “البشير” و”حسين خوجلي” و”أحمد منصور”!!
خالد لقمان
لابد لأي حوار تلفزيوني أن يُبنى على أهداف واضحة ليخرج بما أُريد له، فهنالك حوارات يُراد بها أن تجلي قضايا وأحداث ساخنة، وهذه هي التي تعلو فيها الأصوات وترتفع فيها الأيادي وتخرج فيها الكلمات عن النسق المعهود في الحوارات الهادئة.. وهنالك حوارات تهدف لدراسة الأفكار وعرضها على نحو رصين ليس فيه هياج أو توتر حتى وإن جاءت محاورها ثائرة على نمطية الأفكار، وهنالك حوارات ترتبط بأحداث بعينها يُراد منها أن تخدم حدثاً بعينه أو تكمل صورته، وهذه لا يتطلب فيها تفاصيل تؤدي لنقاط خلاف تفصيلية تم حسمها أو الإشارة إليها خلال ذاك الحدث، وهذا هو نوع الحوار الذي أجراه الأخ “حسين خوجلي” مع الرئيس “البشير” الأسبوع الماضي.
جاء الحوار بعد مرحلة معتبرة قطعها قطار السلام والحوار الوطني، وكانت له خاتمة يراد لها أن تكون سبباً لتفاؤل أكبر للوصول لنهاية الطريق وقد فهم في اعتقادي الأستاذ “حسين خوجلي” الأمر وطبيعة الحوار فأخرجه بما هو مطلوب.. وعجبت أن رأيت أحدهم يقارن بين نجم الجزيرة “أحمد منصور” والأستاذ “حسين خوجلي” لأن لا وجه للمقارنة بين هذا وذاك، فـ”حسين خوجلي” يمتلك من القدرات المهنية وقدرات الحوار ما يفوق وبالتأكيد مستوى “أحمد منصور” ولكنها الجزيرة القناة الضخمة بإمكانياتها المهولة.. وهكذا نحن في هذا البلد نبخس أنفسنا حقها، دوماً ننظر لمن بالخارج بأفضل مما ننظر لمن لدينا من مبدعين وكفاءات.. لماذا..؟؟ لماذا هذا الإحساس دوماً بالنقص..؟؟
أما “البشير” فقد كان في ذاك اللقاء يقظاً لما يسمع، مجوداً لما يقول، فأفلح في نقل صورة واثقة له ولنفسه أمام الجمهور.