ولنا رأي

مهنة الطب ليست وجاهة!!

تكررت عملية الاعتداء على الأطباء بالمستشفيات الحكومية أم درمان أو النو أو حوادث الأطفال، بأم درمان أو إبراهيم مالك أو أي مستشفى آخر يريد المواطن أن يطمئن فيه على صحته، فتكرار الاعتداء على الأطباء لم يأتِ من فراغ، ولكن هنالك مشكلة حقيقية ممثلة في الطرفين، المواطن الذي ينشد الخدمة الطبية والطبيب الذي يفترض أن يكون فعلاً رسول سلام.
طالب الطب عندما يدخل كلية الطب بمجموع يفوق التسعين في المائة ينبغي أن يدرك هذا الطالب، أن هذه المهنة ليست للوجاهة أو التميز في المجتمع، وإنما بهذه المهنة يحاول الطبيب أن يعيد الأمل للمريض في هذه الحياة، يجب أن يقدم له كل ما يمكن أن يقدمه له إن كان بالعلاج أو بالكلمة الطيبة. ولكن حقيقة بعض الأطباء رجالاً أو نساءَ نلاحظ أنهم يتعاملون مع المرضى وذويهم بنوع من الأنفة والكبرياء والغطرسة ويا دنيا ما فيك إلا أنا. نشاهد هذه الحالات في مستشفياتنا الداخلية، ولكن الطبيب السوداني في دول المهجر يختلف تماماً ويمثل الملاك الطاهر في تلك الدول، يقوم بواجبه تجاه المواطن على أفضل وجه وربما بالزيادة. ولكن لا ندري لماذا هذا الطبيب اختار هذه المهنة وهو يعلم أنها مهنة معاناة وإرهاق وزحمة في الطوارئ وفي الحوادث، وأحياناً يطلب منك الحضور إلى المستشفى في غير دوامك، لأن الطبيب هو الأمل الوحيد الذي يتمسك به المريض وأهله بعد الله سبحانه وتعالى، وبصيص الأمل الذي يتمسك به المريض وأهله أحياناً ينقطع بعدم تقديم الخدمة السريعة، ولذلك نلاحظ تلك الانفعالات من ذوي المرضى في إنقاذ حياة مريضهم أو إعطائه جرعة العلاج أو الأمل الذي يجعله يعيش. في معظم مستشفياتنا نلاحظ دائماً الأطباء (صارين وشهم) أو يقدلون على كيفهم والمريض يئن من المرض، لا أدري أين القسم الذي أداه هذا الطبيب، ماذا فعل به.
إن الاعتداء على الأطباء مرفوض من جانب المرضى أو ذويهم، وكذلك مرفوض من الأطباء أمام المرضى الذين يأتون في حالات حرجة، يجب أن يتعامل الطبيب مع الحالة التي ترده بإنسانية وليس بتأفف أو سخرية، كما شاهد اثنان من الأطباء بنت وولد طفلة صغيرة تحتضر فالبنت أو الولد عندما توفيت الطفلة قال أو قالت للآخر (اتلحست)، بالله هؤلاء أطباء والله لو كنت وزير الصحة لسحبت منهم تلك الورقة التي جعلتهم أطباء، فهذه عبارة لا يقولها حتى بسطاء القوم ناهيك عن هؤلاء الأطباء الذين نعتمد عليهم في إنقاذ حياة مرضانا.
وحالة الاعتداء على الأطباء لن تتوقف مهما فعلت المستشفيات أو أقامت وحدة دفاع من الشرطة داخل المستشفيات، ما لم يتغير حال أولئك الأطباء وترفعهم عن الشعب والمواطنين. ويفترض أن يحاسب وزير الصحة أطباءه وأن تكون هناك معاينات شخصية لكل من يريد الالتحاق بكليات الطب، حتى يكون لنا نموذج من الأطباء الواعين لمهنتهم بدلاً من الوجاهة التي يريدونها من تلك المهنة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية