أخبار

حقائق وأوهام

}الحقيقة الأولى: إن الفترة القادمة سواء كانت انتقالية أو غير انتقالية سيقودها المشير “عمر البشير” الذي يستمد مشروعيته من الشعب الذي انتخبه.. واقتضت مسؤولية في حسن إدارة البلاد توسعت قواعد المشاركة بفتح أبواب الحوار لدخول الأحزاب المعارضة والمقاطعة للانتخابات الماضية حيث السلطة التنفيذية.
}الوهم الأول: إن هناك من يمني نفسه برئيس جديد يتم الاتفاق عليه من قبل حاملي السلام والأحزاب المعارضة لقيادة ما يسمى بالفترة الانتقالية.. وتشكيل حكومة من التكنقراط الحزبيين لتقود البلاد حتى موعد الانتخابات القادمة التي يتم (تفعيل) قانونها وتقسيم (دوائرها) وفق ما يحقق لبعض القوى الأغلبية التي تجعلها تتحكم في مصير البلاد.
}الحقيقة الثانية: إن المؤتمر الوطني قد أبدى عزمه على تقديم تنازلات من حصته في السلطة.. سواء كانت مقاعد وزارات أو مناصب ولاة من أجل إشراك الجميع في الشأن الوطني العام..
}الوهم الثاني: إن المؤتمر الوطني لن يمد عنقه طائعاً مختاراً مثل خروف الضحية لتنهال عليه السكاكين.. ولن يصفي نفسه طوعاً واختياراً وإن كان بعض المعارضين يعتقدون بأنهم من خلال الحوار يستطيعون تصفية المؤتمر الوطني والقضاء عليه، فإن مثل هذا الحديث غير المسؤول هو ما يباعد المسافات.
}الحقيقة الثالثة: الحركات المسلحة التي تحمل السلاح لم تحقق أي نصر في الميدان العسكري على القوات المسلحة والأوضاع في دارفور تميل تماماً لصالح الحكومة بعد قضاء قوات الدعم السريع على مليشيات حركة العدل والمساواة والسيطرة على جبل مرة وطرد قوات “مناوي” لما وراء الحدود.. وبالتالي لن تفرض هذه الجماعات المسلحة (رؤيتها) ولن تنال كل ما تسعى إليه وقد فشلت في أرض المعركة أن تحقق شيئاً وانفض منها المواطنون و(تركوها).
}الوهم الثالث: هناك من يعتقد حتى اليوم أن الثغرة التي تسلل منها د.”خليل” حتى دخل أم درمان قبل سنوات لا تزال مفتوحة.. ولكن من يزور ولايات دارفور هذه الأيام ويشاهد على أرض الواقع انتشار القوات المسلحة في كل مكان والقضاء على النهب المسلح والتمرد.. يدرك تماماً أن الماضي لا يعود.
}الحقيقة الرابعة: إن دولة الجنوب قد (أدركت) أخيراً أن مصلحتها في الاهتمام بقضاياها الداخلية.. ورفع (يدها) عن المعارضة المسلحة (قطاع الشمال).. لأن “سلفاكير ميارديت” مشاكله الداخلية وصراعه مع “مشار” و”بيتر قديت” يغنيه عن الدخول في متاهات حروب داخلية.. وأن الجنوب قد بدد ثرواته البترولية في دعم قطاع الشمال ولم يجنِ منه غير مزيد من الرهق والتوتر من حكومة السودان.
}الوهم الرابع: إن قطاع الشمال يستطيع العيش بعيداً عن ثدي دولة الجنوب وأحضانها الدافئة، وإن هناك دولاً يمكن تقديم العون العسكري للتمرد إذا ما اتخذت حكومة الجنوب مواقف لصالح نفسها وشعبها أولاً.
}الحقيقة الخامسة: إن حزب الأمة كحزب جماهيري معارض مسرحه داخل أرض الوطن.. وهو حزب يستمد وجوده من الجماهير التي لا يزال الكثير يقف مع هذا الحزب ومستعد للتصويت إليه في أي استحقاق انتخابي قادم، ولن يغيب هذا الحزب عن المشهد السياسي في المستقبل القريب.
}الوهم الخامس: إن “الصادق المهدي” بمقدوره حمل المعارضين من الحركات المسلحة على أكتافه والعودة بهم للداخل.. وإن هؤلاء المسلحين سيدعمون موقف حزب الأمة في أي انتخابات قادمة.. ومن يقرأ مواقف الحركات المسلحة أو الحركة الشعبية الحقيقية من حزب الأمة وقادته يدرك أن هؤلاء يبغضون “الصادق” أكثر من “البشير” ويتخذون من حزب الأمة مطية فقط لتحقيق أهدافهم.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية