الفضائيات في العيد!!
من المشاكل التي تواجه صحافة الخرطوم أيام الأعياد المطابع وعملاؤها الذين يسافرون إلى ذويهم في تلك المناسبة، وإذا حاول أصحاب المطابع إجبارهم على العمل خلال عطلة العيد لا بد من مضاعفة أجرهم اليوم بيومين، أو بثلاثة أيام، ولذلك غالبية الصحف التي لا تملك مطابع تغيب أيام العيد عكس أصحاب الصحف الذين يملكون مطابع. والصحفي أحياناً يكون مجبراً على الإجازة لأن معظم الصحفيين لا ينالون إجازتهم السنوية ونادراً ما نجد صحفياً أخذ إجازته الطويلة، ولكنها كانت وقفة مع النفس ومراجعة للفترات السابقة والترتيب لما بعد العيد والخطط التي يمكن أن ينفذها الإنسان، إضافة إلى الجلوس مع الأسرة التي حرمنا وحرموا منها بسبب العمل المتواصل.
ثانياً أتاحت لنا هذه الإجازة تقليب العديد من الفضائيات والوقوف على برامجها، فإذا أجرينا مقارنة مع الفضائيات السودانية نلاحظ أن جلها يشترك في البرامج الغنائية، وهذا ليس عيباً لأن الترويح عن النفس ساعة بعد ساعة مهم، ولكن التقليد في البرامج هو المشكلة، فإذا أتت كل فضائية بلونيتها الخاصة هنا يكون قدمت جديداً، ولكن أن نشاهد في هذه الفضائية “صفوت الجيلي” وإذا انتقلنا إلى أخرى نجده فيها تصبح مشكلة، وكذلك إذا شاهدنا “إنصاف مدني” في النيل الأزرق وإذا وصلنا إلى قناة أنغام نجدها فيها أيضاً هذه مشكلة، لا بد من التنوع في الفنانين. أما مقدمى البرامج، فلست ميالاً أن يقدم برنامجاً أكثر من مذيع، فقد شاهدت عدداً من البرامج وقد اشتركت في تقديمها مذيعتان، ونعلم أن تقديم البرامج يحتاج إلى تحضير وقراءة جيدة للمشهد إضافة إلى التنافس خاصة بين البنات، فحينما تتحدث واحدة تريد أن تشارك الأخرى الحديث بصورة تفسد على الشخص الذي يراد أن يجيب على الأسئلة المطروحة من الأول.. قلبت العديد من تلك الفضائيات السودانية خاصة فوجدت أن برامج هذا العيد أقل جودة من العيد السابق، ولكن لفت نظري الحوار الذي أجراه الأستاذ الزميل “مصطفى أبو العزائم” مع مساعد رئيس الجمهورية اللواء الركن “عبد الرحمن الصادق المهدي” وهو من البرامج الجيدة، والسبب أن السيد “عبد الرحمن الصادق” نادر الحديث للفضائيات فاستطاع “مصطفى” أن ينتزع منه بعض المعلومات المتعلقة بحياته الشخصية مولده ودراسته، لم يمل إلى الجانب السياسي كثيراً وإن جاء عرضاً في مجمل الحديث. وكنت أتمنى إما أن يطول زمن البرنامج أو يترك الأخ “مصطفى” لمساعد رئيس الجمهورية أن يتحدث أكثر لأنها فرصة نادراً ما تتكرر. وهناك جوانب كثيرة يريد المشاهد أن يعرفها عنه.. أما البرنامج الثاني وأيضاً في الخضراء كان مع البروفيسور “عثمان مصطفى” الفنان القامة الذي ما زال يحتفظ بحنجرته الذهبية رغم ما اعتراه من مرض، واستمتع ببرنامج الإخوانيات بالنيل الأزرق وهو برنامج غنائي جيد وبه فنانون رغم عدم شهرتهم ولكنهم متمكنون.وقدمت الأستاذة “ميرفت حسين” عدداً من الحلقات بالنيل الأزرق بعنوان (نجوم من ذهب)، فاستضافت الكابتن الدولي مدرب المنتخب الوطني “مازدا”، ولاعب الهلال الدولي “منصور بشير تنقا” ولاعب الهلال السابق “كلاتشي” وتفوقت (الخضراء) بالعديد من البرامج الحوارية والفنية مما جعلها أكثر تميزاً.