ولنا رأي

مشاهدات عائد من أمريكا!!

حدثني عائد من الولايات المتحدة الأمريكية عن حفظ حقوق المواطن أياً كان نوعه امرأة أو رجلاً أو حتى طفل، حكى لي أن سودانياً حصل على الإقامة بأمريكا، وجاء بزوجته وأولاده، ولكن كعادة أهل الشرق الأوسط والعالم الثالث، دار نقاش بينه وزوجته ولم يحتمل هذا الرجل العائد من أرض السودان وبسذاجة الرجل السوداني أو الرجل العربي أو الأفريقي، بدأ في ضرب زوجته حتى علا صوتها فسمعه الجيران وهم طبعاً أمريكان، فما كان منهم إلا أن اتصلوا بالشرطة فجاءت على الفور واقتحمت المنزل وقيدت أيدي الرجل وقادته إلى المخفر. ولما كان الرجل لا يتقن اللغة الإنجليزية ولم يستطع توصيل المعلومة لرجل الشرطة الأمريكي ألقي في الحبس، إلى أن تدخل إخوة سودانيون مشاركين ببساطة هذا الرجل وعدم إلمامه باللغة الإنجليزية. وبعد أجاويد وتدخلات منهم أسفرت عن الإفراج عنه ولكن بشرط ألا يتعدى مرة أخرى على زوجته أو أولاده وإلا سيحرم منهم نهائياً. وقص علي الأخ العائد من العالم الأول أن حقوق الإنسان محفوظة ولا أحد يتعدى على حقوق الآخرين. وقال إن الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة الذين نراهم على قارعة الطرق بالسوق العربي أو أي سوق من أسواق السودان، هؤلاء وفرت لهم الدولة العيش الكريم. وهناك أشخاص يأتون لخدمتهم يعدون لهم الطعام ويغسلون لهم الملابس ولن تصدقوا أنه لا يتقاضَ أولئك العاملون نظير تلك الخدمة مالاً، فالشخص الذي يقوم بخدمة من بترت أيديه أو رجليه أو أصيب بالعمى أو أية حالة أقعدته عن ممارسة حياته بصورة طبيعية يتقاضى هذا العامل خلال الثماني ساعات مائة دولار، وإذا زادت ساعاته زاد المبلغ وإذا حسبنا الدولار اليوم في السوق الموازي وهو خمسة عشر جنيهاً أو أزيد أو أقل، فإن نصيب هذا العامل في تلك الساعات بالجنيه السوداني يعادل مليون ونصف جنيه. وإذا عمل دوامين يتقاضى ما يعادل ثلاثة ملايين جنيه سوداني في اليوم. فأين أصحاب الاحتياجات الخاصة في السودان من هذا، هل هناك من يلتفت إليهم من المسؤولين أو من عامة الشعب، هل هناك من يوفر لهم العيش الكريم، ناهيك عن جلوسهم في الطرقات أو في الشمس التي تتجاوز في الغالب الأربعين درجة مئوية.. مهما تحدثنا عن الغرب وعن اضطهاده لنا، إلا أنهم يحترمون الإنسان كإنسان حقوقه تصله إلى مكانه مهما صغرت أو كبرت، ولكن انظروا إلى الإنسان الشرقي أو الأفريقي أو العربي إنهم يضطهدون بعضهم يضربون المرأة التي تعدُّ لهم الطعام وتغسل لهم الملابس وتهيئ لهم المسكن، وكل ما يساعد على راحتهم. وكثيراً ما نشاهد إخوتنا العرب بل السودانيين يتعدون بالضرب على زوجاتهم وأطفالهم، فديننا الحنيف يحثنا على المعاملة الحسنة والرفق بالقوارير وما يدعون له ديننا يطبقه الآخرون فمتى نكون مثلهم.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية