ولنا رأي

الدقير والرياض الثورة نموذج للمدارس الحكومية!!

إبان الحكم المايوي رأت وزارة التربية والتعليم وقتها تأسيس مدرسة نموذجية يستقطب لها النابغون والنابهون من تلاميذ المدارس الوسطى ليلحقوا بها في المدرسة الثانوية، وأطلق عليها اسم مدرسة خور عمر الثانوية، وبالفعل استقطب التلاميذ لها، وكانت من أميز المدارس الثانوية، وألتحق معظم طلابها بجامعة الخرطوم وبعض الجامعات الأخرى.
فمدرسة خور عمر الثانوية كانت أنموذجاً للمدارس الثانوية ولم أعرف مدرسة غيرها، وفي ظل الحكم الحالي أنشئت بعض المدارس النموذجية لمرحلة الأساس والثانوي، وتقاطر أولياء الأمور لإلحاق أبنائهم بها باعتبارها أفضل المدارس في ظل تراجع التعليم بالمرحلتين، ولكن بعض المدارس النموذجية كانت ترى أن إلحاق التلاميذ بها لا بد أن يكون التلميذ من سكان المنطقة أو الحي الذي أنشئت فيه، ولكن تفوق تلك المدارس جعلها تتنازل عن هذا الشرط مقابل مبلغ مالي يساعد في إنشاء فصول إضافية أو تهيئة البيئة للتلاميذ، فالرياض النموذجية بالثورة كانت واحدة من تلك المدارس، ووقف الأستاذ “أزهري محمد عمر” على رأسها حتى أصبحت من المدارس التي يشار لها بالبنان، بل كانت دائماً في طليعة المدارس المتفوقة، وكانت نسبة نجاحها (100%) منذ تأسيسها، فالرياض مدرسة حكومية، أما المدرسة النموذجية الثانية فهي مدرس “الدقير” الثانوية، فهذه المدرسة قام بها أبناء الراحل “يوسف الدقير محمد” وزير الثقافة والإعلام بولاية الخرطوم، والدكتور “جلال” مساعد رئيس الجمهورية وإخوانهم جعلوا هذه المدرسة ورغم أنها حكومية، ولكن جعلوها وقفاً لوالدهم يساهمون ويساعدون في تهيئة بيئتها.
الآن الأستاذ “محمد يوسف” يقف على رأس هذه المدرسة النموذجية المتفوقة دائماً، ويساهم سنوياً بمبلغ يقدر بمائة مليون جنيه من حر ماله، ومال أخوانه، عكس كل المدارس الخاصة التي ينتظر أهلها العائد المادي شهرياً أو سنوياً، ولكن آل “الدقير” جعلوها لمصلحة أبناء الشعب السوداني، وكذلك للمتفوقين من التلاميذ بدون أي أعباء مالية، وعندما ازداد الطلب عليها فتحت المدرسة فصلاً خاصاً يدفع آباء التلاميذ مبلغاً من المال رغم أن هذه المدرسة تقبل في الفصل الرسمي من مجموع (279) وحتى (271) مجاناً، أما من (270) وحتى (255) يدفع أولياء الأمور مبلغاً محدداً مع استثناء لبعض الدرجات للناجحين فقط، ولكن درجات عالية وليست منخفضة، ويقف على إدارتها الأستاذ “عمر” وهو من المعلمين الممتازين، والأستاذ “مصباح” وكيل الوكلاء، و”عثمان” وكيل المدرسة، و”عبد الحفيظ” وكل الطاقم التعليمي يؤدون واجبهم باقتدار لتكون المدرس منارة سامقة ومحافظة على اسمها وسمعتها ضمن المدارس الثانوية الأولى بالمنطقة، وهي دائماً متفوقة ونسبة نجاح تلاميذها (100%)، وهذا ما دفع أباء التلاميذ يتدافعون عليها، ولكن هذه المدرسة أيضاً محتاجة إلى جهد آباء التلاميذ، فالبيئة فيها تحتاج إلى عمل كبير، لأن آل “الدقير” قدموا ما عليهم وهناك هنات صغيرة محتاجة إلى تضافر الجميع، فالوزارة والحكومة لا تدعم التعليم الحكومي إلا بالنزر القليل، ولذلك يجب أن تكون لدينا عدد من المدارس النموذجية وليست “الدقير” وحدها ولا الرياض فقط، نريد “أزهري” و”حمزة الفحل” في كل مرحلة أساس، وأستاذ “عمر” في كل مدرسة ثانوية حتى تعود للتعليم الحكومي عافيته، فشكراً لآل “الدقير” وكل من يقوم على أمر التعليم.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية