رأي

مسألة مستعجلة

عندما يتخبط النواب!!
نجل الدين ادم
أحياناً أشعر أن نواباً برلمانيين رغم أنهم جاءوا بقوة الانتخابات لكنهم لا يعرفون دورهم أو مهامهم على الوجه الأكمل فيتخبطون يمنة ويسرة، تارة يتحدثون باسمهم وهذا لا غضاضة فيه، وتارة أخرى يتحدثون باسم الجهاز التنفيذي وثالثة باسم نائب الولاية.
طالعت، أمس، في عدد من الصحف خبراً على لسان أحد أعضاء كتلة المستقلين بالمجلس الوطني وهو الدكتور “عبد الجليل عجبين”، يتحدث في تنوير صحفي عن قرب اكتمال قانون الصحافة والمطبوعات وأنه الآن في طور التشطيب. وإفادة أخرى عن وضع مسودة جديدة لقانون النظام العام، وعن إشارة مسودة هذا القانون إلى إبعاد الشرطة من تطبيق القانون وإسناد المهمة لجهة محايدة وشفافة على حدة، شعرت بأن العضو الذي يتحدث من المجلس التشريعي لولاية الخرطوم وليس عضو مجلس وطني ذلك أنه معروف للكافة أن قانون النظام العام هو تشريع ولائي والخرطوم هي الرائدة في تنفيذ هذا القانون، وقد راعى الدستور أن بعض الولايات ربما لا تحتاج للقانون، لذلك ترك هذا الأمر للولايات لتحديد حاجتها إليه، لكن سعادة العضو في البرلمان القومي يأتي ليحدثنا عن مسودة قانون لا علاقة لمجلسه بها، إن كان يعرف فهذه مصيبة أما إن كان لا يعرف فهذه مصيبة أكبر. أما فيما يتعلق بقانون الصحافة والمطبوعات فإن الجهاز التنفيذي هو الذي يتولى الآن زمام المبادرة لإصدار قانون جديد.. وهنا أقول هل أنهى النائب المستقل وزملاؤه مهامهم التي جاءوا من أجلها ليأتي ويتحدث بما هو في أيدي الجهاز التنفيذي؟!
توقعت أن ينصب جل حديث النواب المستقلين حول دورهم في خلق توازن في البرلمان وإثارة قضايا مواطنيهم التي تقع في الإطار القومي داخل البرلمان، وعن تجربتهم في المجلس وتعامل قيادتهم معهم، وعن حقهم في فرص الحديث وغيرها من القضايا التي تعنيهم وليس الحكومة الاتحادية أو الولائية التي لها نواب برلمانيون يحاسبون جهازها التنفيذي.. صحيح أن النواب المستقلين خلقوا حراكاً وأثبتوا وجودهم بصورة معقولة من خلال طرقهم وتبنيهم لبعض القضايا الساخنة، ولكنهم أمام هذا الاختراق الكبير الذي نشهد لهم به يأتون ليخربوا ما صنعوه من أدوار بأيديهم وهم يتخبطون في طرح ما لا يعنيهم.. أتمنى أن يستوعب هؤلاء النواب هذه الملاحظات ويكونوا مدركين لدورهم وفاعلين يمثلون ناخبيهم خير تمثيل.. والله المستعان. 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية