تقرير مجلس الصحافة غير مقنع!!
أعلن المجلس القومي للصحافة والمطبوعات في مؤتمر صحفي للأستاذ “عبد العظيم عوض” الأمين العام للمجلس تقريراً للتحقق من انتشار الصحف السودانية الشاملة والرياضة والاجتماعية للعام 2015م.
الأستاذ “عبد العظيم عوض” ليس غريباً على المجلس فقد تبوأ المقعد في بداية الإنقاذ ومنها غادر إلى محطات أخرى، وساهم بجهد كبير في العمل الإعلامي، في حديثه عندما تلا التقرير قال: (هذا جهد بشر ولن نستطيع أن نقول إننا كاملون ولا التقرير صحيح بنسبة “100%”، فالتقرير وضع قبل فترة من الزمن وهو تقرير للتحقق من الانتشار لعام 2015م)، بمعنى أن الأستاذ “عبد العظيم” وجد هذا التقرير جاهزاً لأن توليه منصب الأمين العام لم يمض عليه إلا شهر تقريباً، وربما أقل أو يزيد بقليل، لذلك عندما ننظر إلى هذا التقرير فحديث الأخوة القائمين على وضع التقرير غير مقنع، فليس من المنطق أن تأتي صحف في المقدمة وكانت قد توقفت لشهور عدة، فبأي منطق تأتي هذه الصحف في المقدمة، بينما صحف تعمل على مدار السنة أتت متأخرة، صحف بها من الإعلانات ما يؤكد انتشارها، وإلا ما قدم إليها المعلن إذا لم تكون فعلاً منتشرة.
لقد سألنا السيد الأمين العام: ما هو المنطق في ذلك؟ فكيف تأتي تلك الصحف في المقدمة وقد توقفت لأسباب خارجة عن إرادتها والتقرير يقول إن التحقق لمدة عام وهي لم تكمل العام؟ فلماذا لم تبعد عن المنافسة إذا كانت عن العام؟ فإذا ضربنا مثلاً بسيطاً بالموظفين في الدولة وعملية الترقيات فهل يحق لموظف لا يداوم على العمل حوالي السنة الترقية بينما هناك موظف منضبط في عمله وأداؤه ممتاز لا تتم ترقيته، فإذا تمت ترقية الشخص غير المنضبط فهل يكون هذا عادلاً؟ بالتأكيد المنطق يقول لا.. إذن تقرير المجلس فيه ضعف وخلل غير مقبول.
والأمين العام إذ اعترف أن هذا جهد بشر وليس كاملاً، فهذا يؤكد أن هناك ثغرات فيه، فإذا كان المجلس يريد أن يعدل بين الصحف ويصنفها حسب توزيعها وانتشارها سنوياً فمن باب أولى عليه أن يبعد عن المنافسة الصحف التي لم تكمل عامها ولا يضعها مع التي تعمل عاماً كاملاً ولم تتوقف عن الصدور ومطبوعها وتوزيعها أعلى وراجعها أقل، وهي مستقرة مالياً وإدارياً وعاملوها ينالون مرتباتهم في الوقت المحدد.
أما المقروئية العالية للصحيفة في بيوت الأتراح بما يعادل مائتي شخص، فلا ندري كيف تحقق أعضاء هذه اللجان من ذلك، أو في المواصلات العامة مقارنة مع الصحيفة التي تطبع وتوزع أعداداً كبيرة!