ولنا رأي

احتفال فوق العادة للإعلامي "حسن عبد الوهاب"!!

كانت قاعة الصداقة مساء أمس الأول تعج بعدد كبير من القيادات السياسية والصحفية والفنية، جمعها حب الأستاذ الإعلامي المخضرم الكبير “حسن عبد الوهاب”، واليوم لم يكن مثل الأيام التي تقام فيها الاحتفالات بأربعين المتوفى فلان الفلاني، ولا مرور عام على ذكر الشاعر أو الأديب أو السياسي فلان الفلاني، ولكن كان الحضور يحتفل والمحتفى به موجوداً في حضرة الجميع.. كان الأستاذ “حسن عبد الوهاب” القامة السامقة في سماء الإعلام السوداني. وقال عنه البروفيسور “علي محمد شمو” الخبير ورئيس المجلس القومي للصحافة والمطبوعات السابق، إنه كان من الإعلاميين المجيدين، إذ كان يتحدث العربية والإنجليزية بطلاقة، وكان بارعاً في إجراء الحوارات السياسية مع القادة والزعماء، لم يكن هياباً لموقف الحوار ومن أولئك القادة، ولكن كان يجيد فن الحوار بإتقان، كان يحاور بصورة احترافية ولو قدر له الآن وفي عصر التطور والتكنولوجيا الحديثة لكان من ألمع الإعلاميين. وقال لقد أدار عدة حوارات مع قادة الآن رؤساء في بلدانهم، تحدث “شمو” عن الهرم الإعلامي “حسن” بصدق وشفافية، تمنى الحضور أن يواصل لولا ضيق الوقت.. كانت قاعة الصداقة في عرس حقيقي للأستاذ “حسن” ولم يكن تكريماً عادياً، فقد جاء الأستاذ “علي عثمان محمد طه” النائب الأول السابق وهو في قمة نشاطه وحيويته، وظهوره في الحفل يدحض أهل الغرض الذي تمنوا موته وروجوا لإشاعة تناقلتها الوسائط بصورة مزعجة، وما زال بابتسامته المميزة، وما زال هو “علي عثمان” بأريحيته واستقباله لمعارفه بتلك الابتسامة واللهفة والسلام واقفاً. كان الشعراء والأدباء والفنانون حضوراً، كان الفنان الكبير “محمد الأمين” والشاعر “عبد القادر أبو شورة” والملحن والموسيقار “بشير عباس” و”سعد الدين إبراهيم” والأستاذ الإذاعي العملاق “إسماعيل طه”. وكان المنظم وصاحب الفكرة الدكتور “مصطفى عثمان إسماعيل” وراعية الحفل (زين) وحتى أهل الشرطة كانوا حضوراً، فكان الفريق “حطبة” موجوداً، وقدمت فرقة كورال الأحفاد لوحة رائعة واختارت الأغاني والأناشيد بعناية فائقة، أدخلت البهجة والسرور في نفوس الحضور، وأجبرت أصحاب العمامات البيضاء النهوض من كراسيهم والوقوف إجلالاً واحتراماً لهم.
لقد جاء التكريم كعظمة المكرم فكانت رئاسة الجمهورية في المقدمة فمنحته وسام الآداب والفنون الذهبي، وكرمته ولاية الجزيرة وأهل الزومة ومدني التي ولد وترعرع فيها. كان التكريم أكثر من تكريم في يوم واحد، مما دفع المحتفى به أن يقول والله نحن أهل الكلام ولكنني أجد نفسي عاجزاً تماماً عن الحديث في هذه اللحظة. ومع ذلك قدم شكره لرئيس الجمهورية وللأستاذ “علي عثمان” والأستاذ الدكتور “مصطفى عثمان” وكل أهل السودان الذين وقفوا إلى جانبه، فقد كان الاحتفال فوق العادة

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية