رأي

"مجدي عبد العزيز".. كيف يلمس كبرياء "أم درمان"؟!

بقلم – عادل عبده
ما هو سر العشق الأسطوري الذي يكنه أبناء “أم درمان” لمدينتهم العريقة؟.. ولماذا يشعر الأم درمانيون بالفخار والرفعة جراء انتسابهم لهذه المدينة التاريخية؟.. لا شك أن هذه المحبة الهائلة ترتبط بسحر أم درمان النادر المنطلق من العاطفة الوضاءة والأحاسيس النبيلة والقيم العقلانية.
لك أن تتصور بأن محبة المكان أدخلت شيئاً جديداً في قاموس الوصف، فحينما يقول الزائر بأن أزقة وشوارع أم درمان غير جميلة يجئ الجواب من الرجل الأم درماني، (بأن أزقة أم درمان جليلة إذا لم تكن جميلة)، فالشاهد أن أهل المدينة العريقة معجبون أيما إعجاب بنكهة المكان وتفرده ورونق المدينة الأنثى، كما وصفها الشاعر الأم درماني الكبير “سيف الدين الدسوقي”، فهي أنجبت الأفذاذ في مجال السياسة والرياضة والتعليم والطب والدبلوماسية والزراعة والآداب والرموز النسوية وظرفاء المجتمع.. “أم درمان” لها كبرياء لا مثيل له فهي تشعر بالزهو والتفوق على المدن الأخرى، وكذلك تشعر باستحواذ الإبداع الممزوج ببراعة الأبناء.. و”أم درمان” كما يراها الكثيرون هي نسق من مدن “بابل” و”الإسكندرية” و”تاج محل” و”فينيسيا” في التعطر برائحة المجد والتاريخ.. أليست هي العاصمة الوطنية بلا منازع.. وأيضاً أليست هي البوتقة الجامعة لكل أطياف السودانيين؟؟.. غير أن في نفوس أهالي أم درمان شيئاً من حتى.. فهم يمارسون بكاء المنزلة الضائعة بل أن الدموع تخرج من عيونهم ساخنة وجارية على الخدين، بأنهم يعتقدون بأن الواقع قد ظلمهم كثيراً، فهم يريدون استعادة أوضاعهم القديمة على السياق الرمزي، فضلاً عن ذلك يطالبون بقيام طفرة بلا حدود على النطاق الصحي والدراسي والحياتي والمعنوي، بالإضافة إلى منافذ التجارة والصناعة والمتطلبات الأخرى.. فكيف يستطيع المحافظ “مجدي عبد العزيز” ملامسة هذا الكبرياء الأم درماني؟.. وربما يكون المشوار طويلاً والطريق محفوف بالمنعرجات والآليات فتحتاج للدفع الشديد، وتبقى الهمة العالية واستنباط الإمكانيات هي طريق الطموح المنشود.
الآن توجد حركة دءوبة في سوق أم درمان يقوم بها المحافظ “مجدي عبد العزيز”، نجحت في إزالة الفوضى العارمة والبيع العشوائي والمظاهر السالبة في أحشائها. وقد لفت نظري إلى هذه الوقائع الإيجابية الشخصية الأم درمانية رجل الأعمال المهندس الزراعي “عبد الماجد حسن عبد الماجد” الذي ذكر لي بأن ما فعله “مجدي عبد العزيز” جعل منطقة سوق أم درمان لوحة حضارية، ترتكز على الجمال والنظام والتنسيق، علاوة على ذلك هنالك خطوات مدروسة على نطاق الاهتمام بالحدائق العامة والمعالم الأثرية في المدينة.
فالواضح أن طموحات أم درمان كبيرة ومتعاظمة لا تخطر على بال، وطريق الوصول إلى الأهداف المرجوة محفوف بالتحديات الجسيمة والمتاريس العديدة.
“أم درمان” المدينة التي اختارها الإمام “محمد أحمد المهدي” لتكون باحة الوطنية واندثار القبلية والتي أنجبت “الأزهري”، “جعفر نميري”، “لصادق المهدي”، “عبد الله خليل”، “عبد الخالق محجوب”، “قاسم بدري”، “إبراهيم عوض”، “برعي محمد دفع الله”، “عز الدين الدحيش”  و”بشارة عبد النظيف”.
ما هو مقدار طموحاتها؟.. “أم درمان” المدينة التي احتضنت الفن بمختلف أذواقه، فضلاً عن أندية القمة الكروية الهلال والمريخ والموردة وعمالقة الشعر والأدب والعلم والصناعة.. كيف يمكن إرضاء ما تصبو إليه؟
هذا الكبرياء الأم درماني العتيد بزخمه الممتد إلى الفضاءات البعيدة.. كيف يتماهى معه الأستاذ “مجدي عبد العزيز” معتمد أم درمان؟؟

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية