الخرطوم مدينة بلا مساحيق!!
المرأة الجميلة هي المرأة بدون مساحيق أو ماكياج، وإذا نظرنا إلى المرأة الريفية نجدها ذات جمال خلاب ورونق وهي لا تضيف أي نوع من المساحيق التي تستخدمها نساء المدن، لكن إذا أضافت إلى جمالها الطبيعي هذه المساحيق بالتأكيد ستسرق لب الناس، بل تزداد جمالاً على جمالها.. والخرطوم مدينة جميلة، لكن بدون مساحيق أو ماكياج، فكلما خرجنا إلى الدول الأجنبية يلفت نظرنا جمال مدنها التي أضافت إلى نفسها المساحيق والماكياج، مما جعلها تلفت نظرنا أكثر، ولا فرق بيننا وبين تلك المدن التي فتنا بها مثل أديس أو القاهرة أو لندن أو أمريكا، أو أية مدينة من المدن التي تستخدم تلك المساحيق، ونعني زراعة الزهور والأشجار على الطرقات، إزالة الأنقاض من أمام المحال التجارية والمساكن، شبكات الصرف الصحي وإحكام إقفالها، دون تسريب للمياه الآسنة، فنحن مدينة تزدان بالجمال، لكن حكامنا لم ينتبهوا لهذا الجمال الذي يحتاج إلى إضافة بعض المساحيق للفت نظر المواطنين.
كنا قبل أيام في أديس أبابا والكل يصنف أديس من المدن الجميلة، لكن إذا أجرينا مقارنة بينها والخرطوم، فإن الخرطوم تحتاج إلى القليل لتكون في مصاف المدن الجميلة.. أولاً- إنارة الطرقات وإزالة الأنقاض والأتربة من الشوارع، زراعة الأشجار والزهور بطول الطرق والممرات، إقامة انترلوك على طول الطرق، نظافة الشوارع والتقاط الأوراق أو مناديل الورق أو الزجاجات الفارغة التي يلقي بها المواطنون، فإن نجحنا في تثقيف المواطن وحثه على وضع الأوساخ والأوراق في الأماكن المحددة لها، بالتأكيد ستكون لدينا مدينة خالية من الأتربة والأنقاض.
ثانياً- الاهتمام بالأسواق وهي أولى المناطق التي يزورها السائح أو الزائر، فمدينة أم درمان تعدّ من المدن التاريخية ودائماً ما تكون المحطة الأولى أو الثانية في زيارة السياح، فهي تحتاج إلى نظافة مستمرة حتى تكون من المدن الراسخة في مخيلة الزائر، وكذلك الأسواق التي خلقت لنفسها أسماء.. كسوق سعد قشرة أو سوق ليبيا أو السوق العربي وشارع الجمهورية، وغيرها من الأسواق التي يقصدها دائماً أي زائر، كما نزور نحن سوق ماركاتو في أثيوبيا، فهو أقل الأسواق جمالاً مقارنة بالسوق العربي، أو سوق الندى بجدة أو أسواق قطر الشعبية، وماليزيا وتايلاند.
نحن نعرف قدر أنفسنا، والجمال عندنا لكننا نذهب لجمال مصنوع، فالخرطوم والسودان عموماً جميل لكن بدون مساحيق. فيا ولاة ويا معتمدون ضعوا المساحيق على مدنكم لتزداد جمالاً.