رأي

"البشير" يتدخل من نافذة الأقلام الرياضية السالبة!!

بقلم – عادل عبده
هشاشة البناء الفكري والمهني الموجود في بعض الأقلام الرياضية الجارحة والسالبة جعل السلطة في أعلى المستويات تنادي بالصوت العالي بضرورة وضع الضوابط والإرشادات والتصورات التي تلعب دوراً متعاظماً في معالجة الاعوجاج والبلايا التي صارت السمة البارزة في المجتمع الكروي، فالعقل السياسي وجد نفسه أخيراً مجبوراً على استخدام “العين الحمراء” وتطبيق منهج العلاج بالكاوية الذي يداوي أمراض الساحة الرياضية التي تفاقمت على أسنة مناطحات الأقلام الرياضية السالبة.. كم من مرة أغفلت السلطة مطالبة الكثيرين بإصلاح ما يعتمل المجتمع الرياضي من بذاءات وشتائم وأجندة عقيمة، غير أن جميع هذه المناشدات كانت تذهب أدراج الرياح حتى فطن أصحاب التدابير بأن ترهات ونيران الأقلام السالبة في الرياضة يمكن أن تحرق بلاط السلطة ورموزها في دورانها العشوائي لأنها تتحرك من خلال ميكانيزم لا يعرف حدود اللياقة والإتيكيت والخطوط الحمراء.
فظاظة بعض الأقلام الرياضية جعلت البعض يتحرك لاستخدام العنف المحسوس حيالهم، وهو مؤشر خطير أعطى مبررات مرفوضة لبعض المتعصبين للقيام بهذا السلوك المشين.
الرياضة في جوهرها محبة وعلاقات إنسانية وتنافس شريف في القدرات المختلفة، حولتها الأقلام السالبة إلى هتر شخصي ومطاعنات بذيئة وحروب انتقامية وابتزاز للإداريين أصحاب الأموال، بل لم ترفد تلك الأقلام الساحة بتصورات مواكبة وأفكار عميقة لتطوير عالم الرياضة وإصلاح مساره ما عدا الأقلام الرياضية المسؤولة، فالشاهد أن كرة القدم السودانية رجعت القهقرى على مستوى المنافسة الإقليمية والأفريقية، وصارت هاماتنا تتدلى إلى الأسفل من هول الهزائم المتكررة في حين تتكدس المكتبات بالصحف الرياضية العديدة.
في الصورة المقطعية، نجد أن الخلاف في مفهوم الأقلام الرياضية السالبة ضد الخصم يؤدي إلى إطلاق الشتائم والدعاية الظالمة حيالهم، بينما قاموس المدح على الحليف يعكس أنواراً ساطعة عليه، وتتحول الشخصيات القيادية على مستوى الأندية الكبيرة إلى نسخة ملكية فوق الأخطاء والمثالب.. وفي زاوية أخرى ما دامت طبيعة المدح والذم في عالم الأقلام الرياضية السالبة ترتبط بالمصالح الذاتية، فإنها مثل الزئبق لا ترسو على مكان محدد، ويمكن أن يكون “الكاردينال” اليوم القائد المبجل وغداً ربما ينادى بلقب الإداري البائس!! إنها تقديرات أقلام يتحرك مدادها في الحجب الظلامية بدون مبادئ على طريقة المنظمة السرية.
بناءً على تلك المعطيات المنطقية، ها هو الرئيس “البشير” يتدخل الآن من نافذة الأقلام الرياضية السالبة لإصلاح الأحوال على الساحة الكروية قبل فوات الأوان، فالشعور بالغضب والحسرة الذي غلف أجواء الرياضة جعل رئيس الجمهورية يعلن على الملأ عن التفكير بتطبيق الإجراءات الصارمة والمدروسة خلال المستقبل حتى تؤدي إلى منع وقوع الكارثة على المجتمع الرياضي، لذلك قرر إخضاع الصحف الرياضية إلى تقييم دقيق ودراسة متأنية في إطار بلوغ الأهداف التفاؤلية المنشودة على كل المستويات، بل لم يفت على الرئيس أن البعض يرى أن بذاءات وشتائم بعض أقلام المجتمع الرياضي تشكل سيناريو حكومياً ليكون ملهاة للمواطنين عن القضايا الحياتية، وبذلك أراد الرئيس من خلال هذا القرار دحض هذه المقولة السائدة.
المحصلة تؤكد أن آلية التحدي الكبير تكمن في تحويل القرارات الرئاسية بشأن إصلاح مثالب الرياضة إلى واقع ملموس يمتلك مقومات الجسارة العاتية والعزيمة الصادقة والمسؤولية الوطنية الواعية، فالمجتمع السوداني صار الآن في حاجة ماسة بكل المقاييس إلى إنزال القرار التاريخي الذي يؤدي إلى محو البقع السوداء الواسعة في الجسم الرياضي.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية