ولنا رأي

(زين) وتزوير كروت الشحن!!

لم تمض على قرار شركة (زين) للاتصالات بتخفيض مكالماتها، وحساب الزمن بالثانية بدلاً عن الدقيقة، أيام، ولم يهنأ المواطن بالفرحة، ونحن كمستخدمين لهذه الخدمة أيضاً لم نهنأ بها، فإذا بالخوف يدخل قلوبنا عندما دخل عليَّ اثنان من الشباب، وهما يحملان مجموعة من كروت (زين) بأناقتها وجمالها، وهي مغلّفة، في أبهى صورة، نظرت إلى الكمية وسألتهما، ماذا يريدان؟!، قال لي المواطن “عبد السلام الريح”، هل تصدق يا أستاذ أن هذه الكمية مضروبة؟! قلت له: كيف؟ قال لي: أنا أعمل ببقالة بالصحافة شرق، اشتريت كمية من كروت (زين) الموجودة أمامك من تاجر بالسوق العربي، موقف جبرة سابقاً، وعندما بعت كمية من الكروت بمبلغ مليون، اتضح أن كل الكمية سبق أن تم تنزيلها لدى مواطنين آخرين، تعجبت كيف يتم السطو على تلك الأرقام وهي مغلّفة، وبصورة محكمة، قال لي هذا الذي حصل.. قلت له وماذا فعلت؟، قال لي لقد ذهبت إلى القسم الشمالي، وفتحت بلاغاً تحت الرقم 7139، سألته مرة أخرى، وماذا فعلت النيابة؟!، قال لي: لقد أرسلت النيابة خطاباً إلى مدير شركة (زين) بتاريخ 1/7/2012 جاء فيه:
السيد مدير شركة زين للهاتف السيار.. أمامنا إجراءات البلاغ رقم (7139) تحت المادة 178 ق.ج بتاريخ 30/6/2012م والمتحري فيه مساعد شرطة “الشريف عثمان داؤود”، نرجو التكرم بإفاداتنا عن الكروت المرفقة، وهي عدد (100) كرت فئة عشرة جنيهات سودانية، تبدأ بالأرقام المتسلسلة، وهي كالآتي: من الرقم 320213863400 وحتى الرقم 320213863298، قال لي: لقد طلبوا من شركة (زين) مد قسم الشرطة بالإفادة عن الكروت إن كان بها رصيد أم تم استعمالها، ومدّهم بالأرقام التي استعملت فيها؛ حتى يتسنى لهم تكملة الإجراءات.
سألته مرة أخرى، وماذا فعلت زين؟! قال لي أوضحت أن الأرقام استخدمت، وتوجد عناوين الأشخاص الذي استخدموها، سألته، وماذا يعني هذا؟ وهل ضاعت قروشك؟ قال لي لقد طلبت من وكيل النيابة استدعاء الشخص الذي تم شراء كروت الاتصالات منه، سألته مرة أخرى، وماذا يفيد ذلك أيضا؟ قال لي لقد اتصل عليه الشخص الذي اشترى منه الكروت، ووعده بدفع مبلغ خمسمائة ألف جنيه على أن يتحمل الوكيل باقي المبلغ على أن يتنازل هو عن البلاغ، قلت له ما هو ردك؟ قال لي رفضت..
هذه قضية خطيرة، جاءت بقدميها إلينا، لقد سمعت كثيراً من بعض الأشخاص حول التلاعب في كروت الشحن، ونبهني أحد الزملاء في إحدى المرات عندما حاولت شراء كرت من الأشخاص الذين يبيعون الكروت، وهم بالطرقات، نبهني إلى صورة من صور الاحتيال الذي استمعنا إليه.
إن شركة (زين) شركة رائدة في هذا المجال.. وإذا لم تتحرك بسرعة، فإن الاحتيال الذي يتم سيكلفها الكثير، ربما تنخفض مبيعاتها، وربما يهجرها الزبائن إلى شركات أخرى إذا لم تضع لنفسها الحماية الكافية، لقد شاهدت كمية من الكروت وهي مغلّفة قبل إزالة المادة السوداء، وإظهار الأرقام التي يتم إدخالها.. لا ندري كيف تم هذا التلاعب، وكيف تم التوصل إلى معرفة الأرقام وسحبها؟!.. هل حقيقة أن شركة (زين) لم تسمع بهذا من قبل؟ ألم يخبرها المسؤولون؟ ألم يسمعوا من الناس كيف يتم التعدي على حقوقهم؟.. وإذا كانت (زين) تعلم بذلك، وتقول طالما الأرقام صحيحة، واستخدمت من قبل المواطنين، فهي ليست معنية بما يجري بعد ذلك، ولكن نقول لها هذا خطأ، فأين حقوق الشخص الذي اشترى الكرت، ووجد الأرقام قد تم إنزالها بواسطة شخص آخر.. كروت (زين) أشبه بالعملة، فلابد من وضع حماية لها من التزوير، وإلا فإن حقوق المواطنين ستضيع هدراً.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية