من ينتصر للمواطن السوداني؟!
بناء على لقاء تم بين الرئيسين عمر البشير رئيس جمهورية السودان والدكتور محمد مرسي رئيس جمهورية مصر العربية، على هامش القمة الإفريقية التي انعقدت بأديس أبابا، وجه الرئيس البشير بإطلاق سراح الصحفية “شيماء عادل” التي لم يعرف أحد سواء أكان من زملاء المهنة أم غيرهم الأسباب التي أدت إلى اعتقال تلك الصحفية، ولكن نقابة الصحفيين المصريين تدافع عن منسوبيها بقوة، وظلت ترسل الرسائل عبر القوات الفضائية تطالب بإطلاق الصحفية “شيماء” التي أصبحت أشهر صحفية بعد اعتقالها من قبل السلطات السودانية، ولا ندري ما موقف نقابة الصحفيين السودانيين من ما حدث، وهل بإمكان النقابة أو الاتحاد المطالبة بالإفراج عن أحد منسوبيه إذا اعتقل بمصر أو أية دولة أخرى؟ وهل يطالب الاتحاد بتدخل رئيس الجمهورية عمر البشير للإفراج عن صحفي سوداني جرى اعتقاله بالداخل أو خارج البلاد؟
كل شعوب العالم لها قيمة في بلدانها إلا نحن السودانيين، رغم عزتنا وكرامتنا وشهامتنا ورجولتنا لكن عند المحن كل واحد يقول يا نفسي، لماذا لم يطالب اتحاد الصحفيين بتدخل رئيس الجمهورية لإطلاق سراح الصحفية “مروة التيجاني” التي اعتقلت في نفس الظروف التي اعتقلت فيها الصحفية “شيماء”؟! كثير من السودانيين بدول المهجر- السعودية مثلاً- يعانون من كافليهم ويعانون من عدم دفع مرتباتهم لسنين طويلة، وعندما يفشلون في إقناع الكفيل برد حقوقهم يذهبون إلى القنصلية، إن كانت في الرياض أو جدة، ولا يجدون إلا الصمت من القنصل أو السفير، وأحياناً الظلم يدفعهم لارتكاب حماقات تضيع معها الحقوق وربما الروح كذلك.. ولا ننسى أحداث الزاوية التي جرت بليبيا، فُقدت فيها أرواح من السودانيين وضاعت أموالهم، فماذا فعلت الحكومة السودانية أو السفارة؟ هناك عدد كبير من السودانيين الذين تسللوا عبر الحدود المصرية إلى إسرائيل قُتل البعض منهم وزُج بآخرين في السجون المصرية ماذا فعلت سفارتنا بالقاهرة؟ الانترنت مليء بالإحداث المؤلمة عن أوضاع السودانيين بدول المهجر ولا أحد يطالب بحقوقهم، ولا أحد يطلب من رئيس الجمهورية التدخل لرد كرامة المواطن السوداني.. ولكن انظروا هذه صحفية ومغمورة في مصر أثارت زوبعة أدت إلى تدخل رئيس جمهوريتها والتوسط لدى رئيس جمهوريتنا للإفراج عنها.
أذكر عندما كنت أتولى رئاسة أسرة الصديق للكليات النظرية بجامعة الأزهر للطلبة السودانيين، شكا عدد من الطلاب من عدم قبلوهم بكلية الإعلام رغم استيفائهم لشروط القبول، اتصلت بالقنصل الثقافي وشرحت له الموقف فحدد لي موعداً لمقابلة عميد الكلية، وبالفعل قابلنا عميد الكلية وحلت مشكلة الطلبة السودانيين وتم قبولهم بالكلية، والآن بعضهم صحفيون وآخرون بالعلاقات العامة والإعلام بمؤسسات مختلفة.. لا ندري لماذا المواطن السوداني مهان الكرامة ومضطهد وحقوقه ضائعة؟ لماذا لا يكون المواطن السوداني مثله وبقية خلق الله ترد له حقوقه إذا ظلم مهما كانت تلك الجهة الظالمة؟!
في العام 2009م وأنا عائد من البحرين طلب أحد السودانيين من المضيفة إجلاسه في المكان المحدد له ولأسرته داخل الطائرة، ولكنها لم تعره نظرة بينما كانت تحرص على جلوس بقية خلق الله، من غير السودانيين، وفق ما جاء في التذكرة وفي الأماكن المحددة لهم، فثار المواطن السوداني وانتصر لكرامته وأجبر المضيفة على أن تجلسه في المكان المحدد له، لا لشيء إلا لأنها كانت تعامل السودانيين بازدراء.. فمتى يتدخل مسؤولونا لنصرة مواطنينا؟!