"الحلنقي" وضابط السجن في مدرسة البقعة الثانوية!!
المناشط المصاحبة للعملية التعليمية هي التي تضيف حيوية ومتعة للمدارس، فالدورات المدرسية التي تقام سنوياً هي التي تمنحنا طلاباً مميزين ومبدعين في مجال كرة القدم وفي مجال الفن. ولا زلنا نذكر المبدعين في المجال الرياضي الذين أنجبتهم الدورات المدرسية، أمثال “مصطفى النقر” و”عادل أمين” و”رشيد المهدية” و”سامي عز الدين”، كما أنجبت مبدعين في المجال الفني مازالوا يواصلون عطاءهم، فالتعليم ليس قاصراً على القاعات أو التحصيل الأكاديمي فقط، ولكن هناك مواهب تتفتح خلال الفترة الدراسية وخلال المناشط التي تقام في نهاية العام الدراسي.
بالأمس كنت ضمن عمالقة في مجال الشعر والأدب والثقافة، جرى تكريمهم بمدرسة البقعة الثانوية بأم بدة، نشاط محموم قام به مدير المدرسة الأستاذ “بابكر يحيى” ومعلمو المدرسة وطلابها المميزون. لقد حرصت المدرسة على إقامة مهرجان ثقافي سنوي تختتمه بتكريم للرموز مع احتفال يشدو فيه بعض الفنانين، وقد كان أمس الأول يوماً تاريخياً للمدرسة، إذ حضر الاحتفال مساعد رئيس الجمهورية العميد الركن “عبد الرحمن الصادق المهدي” ومعتمد أم بدة الهمام “عبد اللطيف فضيلي” وعدد كبير من المسؤولين وأعيان أم بدة.
قام طلاب المدرسة بعملية التنظيم الراقية وأشرف السيد المدير والأساتذة على كل صغيرة وكبيرة، ليجئ الاحتفال في لوحة بديعة وراقية أثلجت صدور الحضور. كما أبدع أحد الفنانين بتقديم الأناشيد الوطنية مثل (أنا سوداني أنا) التي تفاعل معها المحتفى بهم والمسؤولون، كما قدم الإخوة في دكان ود البصير البرنامج الإذاعي الهادف والممتع والشيق، عرض جيد نال رضا الجميع. وتفاعل الطلاب والأساتذة والحضور بالطريقة التي يؤدي بها أصحاب الدكان ود الضهبان ودكتور “عبد المنعم” والأستاذ “عبد الرحمن الشبلي الممثل الرائع، وهو نفس الدكان الذي يستمع إليه أهل السودان في حضرهم وبواديهم، صورة حية كانت للدكان وربما لأول مرة يشاهد الحضور المبدعين بدكان ود البصير، وسيظل المشهد والاحتفال في ذاكرة الطلاب والأساتذة.
لقد كانت لفتة بارعة من إدارة مدرسة البقعة أن تختار أولئك المكرمين في شتى ضروب الحياة، فكان الشاعر العملاق “إسحق الحلنقي” والشاعر المبدع صاحب الأغنية التي لازالت في الذاكرة ويرددها أهل الغرب وأهل الوسط وكل ربوع السودان ضابط السجن التي تغنى وأبدع في تلحينها وأدائها الفنان “عبد الرحمن عبد الله”، الأستاذ “محمد حامد آدم” الشاعر الرقيق والمرهف والمتواضع، وجرى تكريم الأستاذة الرائعة “أم بلينا السنوسي” التي جاءت من “الأبيض” خصيصاً للاحتفال، كما جرى تكريم (المجهر) في شخص رئيس تحريرها، وهذا إن دل على شيء إنما يدل على أن الصحيفة حجزت مساحة واسعة في المجتمع ووسط التعليم، كما جرى تكريم معتمد أم بدة الأستاذ “عبد اللطيف فضيلي” والأستاذ الشاعر والقاص “الزبير سعيد” صاحب الابتسامة العزبة والأدب الجم، وتم تكريم الأخ “جمال علي” بقناة الجزيرة.
لقد كان الاحتفال رغم بساطته رائعاً كروعة أهل المدرسة التي وقفت على رجل واحدة في استقبال الضيوف، واستمعوا إلى شرح وافٍ من التلاميذ للبرامج التي قاموا بإعدادها.