من وحي الأخبار

أول الأوائل والسناير

سمت القوات المسلحة الفريق أول “عماد مصطفى عدوي” رئيساً لهيئة الأركان المشتركة، في تقليد راتب، ومعتاد في الجيش، فـ”عدوي” سيخلف الفريق أول مهندس “مصطفى عبيد” الذي عين في منتصف العام (2013) خلفاً للفريق أول “عصمت عبدالرحمن” الذي عين في مطلع العام (2010) خلفاً للفريق ركن “محمد عبدالقادر نصر الدين”، والأمر بهذا الترتيب والتمرحل السنوي، نهج ترسخ كما قلت قبل أيام داخل القوات المسلحة، وهذا أكسبها حيوية وقدرة على تواصل الأجيال، وأكسبها قوة مؤسسية لا تتأثر بشخص أو منظومة قيادة، وهذا ربما يفسر السلاسة التى تميز توالي القيادات على هيئة أركان الجيش والتداول الطبيعي والتوافقي لتولي راية القيادة، ورغم أن المؤسسة العسكرية موصومة بأنها بلا أسس ديمقراطية لكنها بهذا تبدو متقدمة على الأحزاب والتنظيمات، بل متقدمة حتى على الجهاز التنفيذي المدني في الدولة، باعتبار أن فيه وزراء معمرين إن تركوا مقعد وزارة هبطوا في أخرى، تعديل مواقع فقط وتوصيفات اسمية، وأما في الأحزاب فحدث ولا حرج، فهذه يحكم بعضها قيادات ظلت هي الآمرة الناهية منذ أن كان المشير “البشير” طالباً حربياً وحتى اليوم، والرجل رئيس جمهورية وقائد أعلى، ومشير
رئيس هيئة الأركان الجديد الفريق أول “عماد مصطفى عدوي” ضابط عظيم بلا شك، ونال استحقاقاً عن جدارة ناصعة، فهو أول دفعته (الدفعة 27) ، بمعنى أنه أول الأوائل، و(السناير) وقد حمل (السيف والعلم) وهو بعد ضابط صغير، ثم مثله ومثل كل عناصر تلكم المؤسسة الوطنية العظيمة، طاف هذا السودان ضابطاً مقاتلاً، من غرب النوير إلى أعالي النيل ثم (الغربية)، وسبق هذا ببداية في سلاح الإشارة وهي سيرة مميزة تكاملت بالوصول إلى تقلد مهام تكاليف العلاقات الدولية بوزارة الدفاع ثم رئيساً لهيئة العمليات المشتركة التي تأهل منها لرئاسة الهيئة التي وجرياً على العادة في بلاد لا يزال للجيش فيها صوت في السياسة، فإن أي قرارات بشأنها تتجاوز المنطقة العسكرية إلى الشارع العام وهو ما يجعل الأمر حدثاً تحت التناول والتحليل.
وجرياً على عادة السودانيين، فسيرسم البعض قصصاً ويصنع بيوتاً للعنكبوت، رغم أنه وبمراجعة صغيرة لمراحل وفواصل الصاعدين لهيئة الأركان، سيجد أنها بين العامين والثلاثة (تقريباً)، بينما كان هناك تعديل – وليس تغييراً – في منتصف العام الماضي وهو التعديل الذي صعد فيه (عدوي) نفسه من ملف العلاقات الدولية لهيئة الأركان عمليات،
رئيس هيئة الأركان الجديد، غير بعيد عن الإعلام والسياسة، فهو من الذين عركوا ملف المفاوضات سواء كانت مع جنوب السودان خاصة في مرحلة تسوية خلافات القضايا العالقة، ثم انخرط بعدها في ملف المفاوضات حول النيل الأزرق وجنوب كردفان، وكانت له في سياق الرؤية الكلية للوفد الحكومى المفاوض، تصورات صارمة ومواقف قوية تجاه بعض الأطروحات التي قدمها متمردو قطاع الشمال بشأن بعض الأمور المرتبطة بالجوانب العسكرية.
عموماً فقد تنحى عن رئاسة هيئة الأركان رجل عظيم هو الفريق أول “عبيد” وصعد بالمقابل رجل لا يقل عظمة وكفاءة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية