ولنا رأي

سوق أم درمان والمعتمد "مجدي عبد العزيز"!!

أكثر من ثلاثين عاماً ولم يستطع مسؤول أو محافظ أو معتمد تنظيم سوق أم درمان، أحد أعرق الأسواق بولاية الخرطوم، ظل سوق أم درمان في حالة من الفوضى والعشوائية ردحاً من الزمن إلى أن جاء ود أم درمان الأصيل “مجدي عبد العزيز”، وخلال فترة وجيزة استطاع أن يتخذ من القرارات التي كانت عصية على المحافظين السابقين “البرير” والفريق “التهامي” وكل من تولى المنصب، استطاع سيد “مجدي” أن يزيل كل التشوهات التي أصابت الجسد، أزال كل الطبالي العشوائية ابتداء من سوق الملجة وسوق النسوان والبوستة، وحتى موقف مواصلات الثورات والخرطوم أزال كل التشوهات التي غطته تماماً، هذه قرارات لن يستطيع أحد أن يتخذها ما لم يكن شخصاً مسلحاً بالإيمان أولاً، لأن الذين كانوا يخشون اتخاذ مثل هذه القرارات كانوا يخافون اللعنة أو العين أو السحر، أو غيرها من التوهمات التي أقعدتهم عن ممارسة عملهم بالصورة المطلوبة، لقد فقد سوق أم درمان النظام والنظافة والانضباط، وأصبح هماً لمن يرغب في دخوله من شدة الزحمة والفوضى والممارسات العشوائية بداخله، الآن من السهل أن تدخل السوق بعربتك أو بـ(ركشة) أو بحصان أو بأية وسيلة من الوسائل التي كان من الصعب الدخول بها.
مارس المهندسون واجبهم العملي واتخذوا من القرارات الصائبة وليست الظالمة، لأن أصحاب الأكشاك والطبالي كانت المحلية مستفيدة من الدخل الذي يمنحونه لها، ولذلك لم يعبأ أولئك في وضع طباليهم بأية طريقة أو افتراشهم الأرض ووضع بضاعتهم بالطريقة التي تعجبهم مما شكل عائقاً لكل من أراد الدخول أو التسوق.
إن سوق أم درمان أحد المعالم التاريخية ويقصده الكثير من السياح، لذلك ينبغي أن يكون لابس حلة زاهية تعجب أولئك الزوار، والسيد المعتمد لم يفعل غير إعادة ترتيب السوق لوضعه القديم الذي اعتاد عليه الناس منذ أكثر من عاماً، ويجب ألا يقفل المعتمد حقوق أولئك الباعة بوضع خطة تعيدهم لممارسة نشاطهم التجاري بالطريقة الحضارية وليس العشوائية، كما يجب ألا تكون تلك الحملة فورة صابون أو لبن تخمد وتعود الأمور أسوأ عما كانت عليه بعد الحملات الشديدة.
لقد طالبنا أن يكون معتمد أم درمان من أولادها، وها هو “مجدي” الذي ولد ونشأ في أم درمان ويعرفها حارة حارة وزقاق زقاق، استطاع أن ينجح فيما فشل فيه الآخرون، وحتى المتضررين من الحملة التنظيمية للسوق يباركون خطوة المعتمد بشرط إعادتهم في مواقع أخرى، ولن يغفل المعتمد “مجدي” ذلك ولن يقطع رزق زول.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية