ولنا رأي

دولة الجنوب… قام من نومه ولقى كومه!!

هددت دولة جنوب السودان بأنها ستغلق آبار البترول في أعالي النيل وإغلاق الخط الناقل للنفط من الولايات الجنوبية عبر السودان، التهديد جاء بسبب الطلب الذي تقدمت به دولة الجنوب بتخفيض رسوم عبور النفط، ولكن دولة الشمال رفضت ذلك.
مثلنا الشعبي يقول: (قام من نومه ولقى كومه)، بمعنى أن هذا الشخص الكسلان نائم كل الوقت وبعد أن يفيق من هذا النوم الطويل يجد كل شيء جاهزاً، بالنسبة من أكل وشراب وملابس نظيفة ومصاريف وغير ذلك من الاحتياجات التي يطلبها هذا الكسلان.
فدولة الجنوب كانت نائمة طوال السنين ولم تفكر يوماً ما في زراعة أفدنة بسيطة ليعيش منها المواطن  الجنوبي البسيط، ناهيك أن تقوم بعمل كبير مثل استخراج البترول وتصديره. لقد نامت دولة الجنوب وعندما صحت من هذا النوم الطويل، وجدت (كومها) وهو هذا البترول الذي تمتد أنابيب النفط الناقلة له من تلك المناطق (1610) كيلو مترات حتى ميناء بشائر الأولى بولاية البحر الأحمر، أو ميناء التصدير الذي حمل الذهب الأسود إلى العالم في أول رسالة في العام 1999م، وهو الوقت الذي بدأ فيه السودان تصدير نفطه للعالم.. إن دولة الجنوب وحتى رئيس دولتها “سلفاكير” كان وقتها مشغولاً بالحرب وليس بالتنمية، لقد وقع العبء الأكبر على السودان قبل أن يصبح الجنوب دولة لوحدها والشمال دولة لوحدها.. لقد أبلى الدكتور “عوض الجاز” وزير النفط آنذاك ومفجر ثورة البترول في السودان، ولعب دوراً هاماً في استخراج هذا البترول لينعم به شعب البلدين. لقد طفنا معه في أدغال الجنوب ومناطق حفر الآبار ليل نهار، لقد تعبنا في الأدغال ليلاً عندما كان أبناء الجنوب في نوم عميق وتعرضنا لدواب الأرض وعقاربها وثعابينها، ولكن لم تلن عزيمة الدكتور “الجاز”، وكل المهندسين والفنيين من أبناء السودان والشركات المنفذة، صينية أو ماليزية أو كندية، أو غيرها من الشركات التي عملت على استخراج البترول وقتها.. لقد ألزم الدكتور “عوض الجاز” معظم الشركات أن تقيم مشاريع تنموية بمناطق استخراج البترول، فقامت المستشفيات والمراكز الصحية والمدارس على أحدث طراز لم يكن متوفراً حتى في الشمال.
نهض الجنوب بهذا البترول الذي تحاول دولة الجنوب بالتهديد بإغلاق آباره والخط الناقل وهي لم تدق فيه مسماراً أو طوبة، كله قام على دولة الشمال فبدلاً من أن تحمد حكومة الجنوب للشمال صنيعها تريد أن تغلق الخير البسيط الذي يتدفق عبر أراضيها، تريد دولة الجنوب أن توقف تدفق النفط على الأنابيب العابرة، ولا تدري أنها لو أقامت دولتها بعد مائة عام لن تستطيع أن تستخرج برميلاً واحداً من النفط، لذا لابد أن يكون هناك عقلاء من دولة الجنوب، وأن يحفظوا للشمال الجميل الذي قدمه لهم بمنحهم دولة جاهزة وبترولاً بدون تعب.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية