ولنا رأي

لم أقل الحركة الإسلامية نشأت بالثورة يا "إمام"!!

لم أتخيل “إمام محمد إمام” متابع بصورة جيدة لما نكتب خاصة الحلقات التوثيقية التي أفردنا عشرات الحلقات منها عن الحركة الإسلامية وعملية الاستقطاب التي تمت لطلبة الثانويات في منتصف سبعينيات القرن المنصرم، ولكن “إمام” وفي الاحتفال بالذكرى ستين لاستقلال السودان المجيد ومن داخل حدائق القصر التي أقيم فيها الاحتفال، فاجأني بأنني قد قلت بأن الحركة الإسلامية قد نشأت بالثورة وهذا ما لم أقله والحلقات جميعها موجودة بأرشيف (المجهر).
لقد تحدثت عن تلك الفترة التي بدأت بمحاولة استقطاب طلبة الثانويات من خلال برامج ثقافية وكرة قدم وصلاة بالمساجد، خاصة وأن تلك الفترة لم تكن المدارس الثانوية كما هي الآن، فكانت تعد على أصابع اليد، وهناك عدد كبير من المميزين حاولت الحركة الإسلامية ضمهم إلى صفوفها.. فالحركة الإسلامية لم تنشـأ بالثورة والجميع يعلم أين نشأت الحركة الإسلامية ومن هم قياداتها منهم الأحياء ومنهم من لقي ربه راضياً مرضياً، ولكن الثورة بحاراتها التسعة آنذاك كانت محل اهتمام حتى الدكتور “الترابي” هل يستأجر مسكناً خلال فترة السبعينيات بمنطقة الثورة أما الحارة التاسعة، فكانت تعد معقلاً لحركة الإخوان المسلمين “أحمد عثمان مكي” والسيد “عثمان محجوب” والكثيرون من قيادات الإخوان المسلمين كانوا يقطنون الثورة، ولذلك جاء التركيز على طلبة الثانويات لأن من كان يكبرهم كانوا بجامعة الخرطوم أمثال الأستاذ “محمد النجومي محمد دولة” وأولاد “أبو الزين”، إن كانوا من الزراعة أو الهندسة أو الجامعة الإسلامية أمثال “محمد عبد الله الغبشاوي” أو الذين تخرجوا أمثال المهندس “عبد القادر الفحل” أو المهندس “يوسف زيدان” أو التشكيلي “عمر عبد القادر” والعديد من الإخوان المسلمين، فابتدعوا طريقة الفرق الرياضية لاستقطاب أولئك الشباب فكانوا نواة لحركة الإخوان المسلمين بمدينة الثورة. والآن منهم أطباء ومهندسون وأساتذة جامعات ودبلوماسيون، بمعنى أن حركة الإخوان المسلمين آنذاك إن كان الانضمام لصفوفها عن قناعة أو غير ذلك، ولكن حفظت الشباب من أي انحراف فهم الآن من الأخيار سلوكاً ومكانة اجتماعية ووظيفة، وحتى منطقة ودنوباوي التي تعد معقلاً للأنصار حاول الإخوان المسلمون اختراقها فأنشأوا فريق كرة قدم لاستقطاب الشباب، فكان (الكارس) “محمد علي عبد الفضيل” و”المحبوب عبد السلام” و”عاصم علي الباقر” و”مطرف صديق” و”علي نميري” و”علي صديق” و”حسين خوجلي”، والعديد من الشباب الذين انضموا لحركة الإخوان المسلمين، ولم يكن هذا تاريخاً للحركة الإسلامية لم يتم تدوينه ولم يعرفه الكثيرون حتى قيادات الحركة الإسلامية الآن يا “إمام”. فقد كتبت عن تاريخ الحركة بتلك المناطق ولم أقل إن الحركة الإسلامية نشأت بالثورة، فهل تكتب كيف نشأت الحركة الإسلامية في مدني أو القضارف أو كسلا أو سنجة أو الدمازين، سجلوا للتاريخ ولا تطلقوا الحديث في الهواء الطلق بدون معلومات.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية