رأي

عز الكلام

كيف يستثمر النجم بريقه!!
أم وضاح
همس إلي ضاحكاً الأخ الصديق الأستاذ “محمد عبد القادر” رئيس تحرير (الرأي العام) بعد انتهاء وصلة الفنان “طه سليمان” في حفل رأس السنة، ولحظتها نزل “طه” من المسرح متجهاً نحو باب الخروج والعشرات من الشباب يحيط به وكأنه يريد أن يتخطفه لولا إحاطة ثمانية من البودي قارد مفتولي العضلات لما وجد منفذاً للخروج همس إلي الأخ “محمد” قائلاً: حصل شفتي ليك رئيس تحرير خرج ببودي قارد. ولعل تعليق رئيس تحرير (الرأي العام) على الموقف أكد أن المكانة التي يجدها بعض الفنانين والجماهيرية والاهتمام والالتفاف قد لا يجده من يشكلون حراكاً وتفاعلاً مهماً على ساحة الأحداث، وعلى فكرة ليسوا رؤساء التحرير فقط الذين قد يدخلون مكاناً ويخرجون منه بسلام، لكن أيضاً كثير من السياسيين والوزراء والعلماء والإعلاميين الكبار لا يحظون بهذا الالتفاف والاهتمام الجنوني من المتابعين والمعجبين. وليس هناك من دلالة على تعلق جمهور الفنان به أكثر من الدلالات التي لا زال يقدمها جمهور “محمود عبد العزيز” حتى بعد رحيله!! لكن يبقى السؤال المهم هل يعي الفنانون معنى ومغزى هذا الاهتمام، هل يدركون كم هم مؤثرين في من حولهم؟ أعتقد أن الإجابة إذا كانت بنعم فذلك يلقي عليهم مسؤولية كبيرة في كيف أنهم مطالبون بفعل وطرح إيجابي يخدم هذا المجتمع الذي ينتمون إليه، ويمنحهم كل صكوك الولاء والحب والاهتمام. والمسألة تتعدى المطالبات التي توجه للفنان بأن يمثل دائماً القدوة لمعجبيه مظهراً وسلوكاً ومبادئاً إلى دور أكبر وأكثر فعالية، بأن يكون قائداً وموجهاً في منظومة تخدم قضايا المجتمع من صحة وتعليم وسلام الخ.. وعلى فكرة كثير من الفنانين العالميين قاموا بحراك إنساني تعدى حتى مجتمعاتهم إلى مجتمعات أخرى، وأسهموا بشكل كبير في تحريك المياه الساكنة وكانوا محط اهتمام ومتابعة!! وأظن أن المجتمع السوداني بكل قضاياه الشائكة والمتعددة محتاج للفنان الواعي الذي يدرك أنه ليس مجرد شخص يستدعي مشاعر وأحاسيس تداعب أوتار الطرب والبهجة، لكنه أيضاً سفير فوق العادة مطلوب منه أن يستثمر نجوميته بشكل زكي ليكون أكثر فاعلية وفائدة للمجتمع الذي ينتمي إليه. وعلى فكرة بعض الاختيارات التي تمت من قبل ومنحت ألقاباً إنسانية لبعض الفنانين أحسبها قد جانبها الصواب لأن بعض الذين تم اختيارهم اكتفوا فقط بتهاني الأحباب والأصحاب، ووضعوا اللقب في أقرب سلة مهملات وكأنه عبء ثقيل على أكتافهم، لكن ليس بالضرورة أن ينتظر الفنان حتى تكلفه جهة بمسؤوليات لقب ما إذا عليه أن يكون مبادراً ومتقدماً الصفوف لخدمة مجتمعه، وليس هناك مثال أكثر تأثيراً مما فعله النجم “راغب علامة” الذي قال في مقابلة تلفزيونية، إن أول ثروة امتلكها بنى منها مدرسة في القرية التي جاء منها لأنها لم تكن بها مدرسة! أعتقد أن بعض الفنانين يستطيع أن يحذوا حذو “راغب علامة” نحو مشاريع وقضايا كثيرة، ليس بالضرورة أن يدفع لها من جيبه الخاص لكنه قادر على أن يحث ويرفع قيم التكافل والتعاضد في مجتمعه، مصطحباً معه كل مساحات القبول والالتفاف التي يجدها في كل مكان وزمان.
{ كلمة عزيزة
تمثل ليلة رأس السنة دائماً ليلة استثنائية في عاصمة ممتدة كالخرطوم، وكثير من الأسر تتخوف أن تكون هناك بعض التفلتات التي يفتعلها بعض عديمي التربية والأخلاق، لكنني أكاد أجزم أن الشرطة السودانية كانت في الموعد تماماً وهي تفرض قانون الأمن والأمان على كل شبر فيها، لتمضي ليلة الاحتفالات بأعياد الاستقلال على أفضل ما يكون ويقضي الساهرون في الصالات  والمنتزهات وقتاً طيباً ورجال زي الدهب عيونهم مفتوحة وأذانهم تلتقط دبيب النمل. التحية للشرطة السودانية صمام الأمان والعين الساهرة التي لا تنام.
{ كلمة أعز
الثوب الناصع والأداء المحترم لأفراد الشرطة يؤكد أن عنصر التخطيط وإدارة الأزمات، هو الضمانة الوحيدة لإيجاد الحلول الممكنة لأية قضية أو تحدي وما أكثر التحديات والقضايا.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية