متين يا "علي" تكبر تشيل حملي؟!
النائب الأول لرئيس الجمهورية السابق الأستاذ “علي عثمان محمد طه” كان صادقاً مع نفسه ومع أعضاء البرلمان، حينما قدم كشف حساب لراتبه الشهري الذي يتقاضاه وما يتبقى منه بعد الخصومات.. الأستاذ “علي عثمان” لم يخجل ولم يستح من إطلاع الشعب السوداني وعلى الهواء مباشرة من داخل قبة البرلمان، حينما قدم راتبه الشهري وهو يتمزق ألماً لعمليات الفساد.
حزنت بالأمس وأنا أقرأ في إحدى الصحف أن رجال أعمال يعملون سراً لشراء منزل له بعد أن أخلى المنزل الحكومي والذي يحق له أن يبقى فيه عشرات السنين، ولكن طهارة يده ولسانه وعفته أبت إلا أن يغادر المنزل الحكومي بعد أن غادر كرسي الحكومة غير آسف أو نادم على ما قدمه طوال حياته، جندياً أصيلاً في صفوف الحركة الإسلامية منذ أن كان يافعاً.
حزنت وازداد حزني لهذا الرجل الذي ضحى بكل ما يملك، وهو الآن بلا منزل يأويه ويأوي أبناءه، لقد ظل في مفاوضات (نيفاشا) التي استمرت مائة وواحد يوم وهو في مفاوضات مستمرة مع الدكتور الراحل “جون قرنق” حتى تم التوصل للاتفاق الذي أنهى الحرب التي دامت بين أبناء الشعب الواحد لأكثر من عشرين عاماً.
إن بقاء شيخ “علي” في تلك المفاوضات كانت نثرياتها تكفيه لشراء منزل كما استفاد الكثيرون من نثريات تلك المباحثات المتطاولة، تعجبت وأن نكرات دخلوا المؤتمر الوطني الآن يملكون أكثر من منزل ومن سيارة ومن خادمة إثيوبية أو فلبينية، وأبناء يدرسون في ماليزيا وبريطانيا.
لقد استفاد نكرات من المؤتمر الوطني وبنوا بالأموال التي اؤتمنوا عليها بيوتاً في مناطق راقية بعد أن كانوا لا يملكون لقمة العيش أصبحوا الآن من وجهاء المجتمع. لقد نهب البعض أموال الدولة وهم لم يصلوا إلى الموقع الذي وصله شيخ “علي” النائب الأول لرئيس الجمهورية، وتنازل عنه طوعاً واختياراً للدكتور “جون قرنق” ثم عاد مرة أخرى إلى موقعه كنائب أول لرئيس الجمهورية.
لم أصدق أن شيخ “علي” بكل تاريخه الناصع لا يجد سكناً يليق به وبالدور الذي قام به تجاه هذا الوطن، بينما نكرات يستأثرون بأموال الشعب ويعيشون في بحبوحة من العيش.
هل ترضى الدولة أن يكون شيخ “علي” بلا منزل في الأحياء الراقية التي سكنها كل من هب ودب، هل ترضى الدولة أن يشتري الناس لشيخ “علي” منزلاً وهو الذي كان يمنح الناس المنازل. لقد اشترت الدولة منازل لأفراد لم يقدموا لهذا الوطن ربع ما قدمه شيخ “علي” للوطن.
لماذا تصمت الدولة وهي تسمع وتقرأ عنه كل هذا؟ ما هو الذنب الذي جناه حتى يعاقب مثل هذا العقاب، لماذا تجعلونه يكتم غيظه، ألم تلاحظوا كيف اسود وجهه ونحل جسمه. لماذا تتركوا التجار يشترون له بيتاً وهو صاحب البيت الكبير، لا تتركونه يموت بالحسرة فأزيلوا همومه واحفظوا له ماء وجهه بدلاً من كشف الحال والاستعطاف، فهو أقوى من ذلك.. والأغنية قالت متين يا “علي” تكبر تشيل حملي دليل على أنه شيال الحمل وأمه قالت له هذه الكلمات.