رأي

مسألة مستعجلة

 عند الحد الأدنى !!
نجل الدين ادم
أول أمس اعتمد المجلس الوطني الميزانية الجديدة للعام 2016 وأبرز ما حملته زيادة الحد الأدنى للأجور بواقع (100) جنيه ليبلغ الحد الأدنى (450) جنيهاً، برغم أن الخطوة مبشرة في كون أن جميع العاملين سيتم تطبيق هذا الحد لهم اعتباراً من أبريل المقبل.
الأخ الصديق “موسى حمدين” بعث لي بوجهة نظر مكتوبة عن هذا الحد والرجل عمل من قبل سكرتيراً للنقابة العامة للصناعات الهندسية في فترة الديمقراطية، وجهة نظره تحمل أرقاماً تقارن ما بين هذا الحد والحد الأدنى في الصرف، أنقل لكم تضريباته التي تتحدث عن نفسها على أساس صرف أسرة متوسطة العدد كالآتي:
ربع كيلو لحمة بـ(13) جنيهاً معدل الصرف في الشهر يساوي (390) جنيهاً .
جركانة زيت صغيرة في ثلاثين يوماً بمبلغ (60) جنيهاً .
السكر أربعة جوالات صغير للشهر تعادل مبلغ (200) جنيه.
الغاز وترحيله ملئ أنبوبتين بما يعادل (100) جنيه.
البصل (10) في ثلاثين يوماً تساوي (300) جنيه .
الحليب (3) أرطال في شهر (390) جنيهاً.
كيلو بطاطس (12) جنيه (30) يوماً تساوي (360) جنيهاً.
الرغيف بـ(10) جنيهات يومياً تعادل (300) جنيه.
جملة المبلغ المصروف وفق هذا التقدير (2150) جنيهاً.
هذا بخلاف الإيجار والعلاج والمواصلات والمدارس والمجاملات.
هذا ما قال به أخونا “موسى” وهو صاحب تجربة نقابية فكأنما يريد أن يقول إن ما يدفع من حد أدنى للأجور سيكون نقطة في بحر.
أنا من جانبي أزيد لأخينا “موسى” أن بند الإيجار وحده يمكن أن يعادل معدل الصرف الشهري الذي أشرت إليه، لكن الله كريم بعباده يدبر الغذاء للنملة في جحرها. ومن الأقاويل الشهيرة التي يضرب بها مثلاً في مثل هذه الحالات ما سمعته عن أن خواجة جاء في ثمانينيات القرن الماضي إلى السودان لإجراء مسح حول معدل صرف المواطن في مقابل دخله الشهري، فوجد أن الراتب الشهري أو الدخل اليومي لمن هم أحسن حالاً يكفي لنصف الاحتياجات الشهرية، فيسأل كل هؤلاء وكيف إذاً تديرون ما تبقى من عجز في ميزانيتكم، فيقولون دونما أي تنسيق (الله كريم). أما من هم أوسط حالاً فوجد أن الراتب يكفي فقط لأسبوع واحد فسأل ما بال الثلاثة أسابيع المتبقية .. وكيف تسدون هذا العجز؟،  أيضاً كانت الإجابة حاضرة (الله كريم). فعاد صاحبنا (الخواجة) من حيث جاء ورفع تقريراً وهو مذهول، فقال إن للسودانيين  بنكاً اسمه (الله كريم)، يسدون منه عجز صرفهم الشهري، وهو بنك يفوق صندوق النقد الدولي.
التحية للشعب السوداني في مقام هذا الشهر العظيم وأعانه الله في سد حوائجه من خزائنه التي لا تنفد، آمين.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية