ولنا رأي

مولد المصطفى عظة وعبرة للأمة!!

قلة من الدول الإسلامية التي تحرص على الاحتفال بمولد النبي “صلى الله عليه وسلم” والسودان واحدة من ثلاث أو أربع دول عربية تحرص على هذا الاحتفال السنوي الذي تجتر فيه سيرة النبي “صلى الله عليه وسلم” من المولد والنشأة والعقبات التي اعترت الدين الإسلامي والعنت والمشقة التي وجدها نبينا محمد “صلى الله عليه وسلم” مع ملة الكفر والإلحاد، وكيف نجاه الله منهم حتى أكمل الدين القيم وأصبح خير البرية وهاديها ومعلمها، ولو سار المسلمون بما جاء به لما أصابنا ما أصابنا الآن من تأخر وجهل.. كنا خير أمة أخرجت للناس ونبينا معلم البشرية وهاديها وبرسالته اختتمت الرسالات وفاقت شهرة الإسلام كل الدنيا، لكن خلاف المسلمين وصراعنا جعل أمماً من بعدنا تتفوق علينا بعد أن كنا متفوقين عليها، الآن ملة الكفر هي التي تصنع الصواريخ والدبابات والسيارات والطائرات وقاذفات اللهب.. تلك الأمم التي جاءت من بعدنا هي الآن في المقدمة والأمة الإسلامية في المؤخرة.. فبعد أن كنا نخيفهم أصبحنا نخاف منهم ونرضخ لقراراتهم، كم عدد المسلمين الآن في الأرض وكم عدد الأمم والملل الأخرى؟؟ ألم نكن الأمة الأكبر والأقوى فماذا سيكون حالنا إذا توحدنا وامتثلنا لأوامر الله كيف سيكون حال الأمة العربية والإسلامية إذا جمعت كل أموالها وكل قياداتها وكل شعبها ألن ندك ملة الكفر في ثوانٍ؟ لماذا نختلف؟ ولماذا نقتل بعضنا البعض؟ هل ما يقوم به “داعش” وغيره من الجماعات الأخرى التي تقتل المسلمين وليس الكفار، فإذا وجه “داعش” سهامه تجاه ملة الكفر والإلحاد إسرائيل ألن يجد السند والعضد من المسلمين؟ لماذا نقتل بعضنا في العراق وفي سوريا وفي اليمن وفي دارفور وفي غيرها من بلاد المسلمين؟ لماذا نوجه سهامنا إلى وجوه بعضنا البعض؟ ألم يكن من الأفيد والأجدى أن نستفيد من كل هذه الأسلحة التي ندمر بها بعضنا البعض؟ لماذا لا نستفيد من أموال الغرب التي تمنح لأبنائنا ليقتلوا بها أبناء الأمة الإسلامية؟! انظروا إلى الخراب والدمار الذي تشهده سوريا الآن، انظروا إلى الخراب والدمار الذي حل باليمن التي كان يطلق عليها اليمن السعيد فهل ما زالت بهذا الاسم أم أصبح اسمها اليمن التعيس؟؟ وقس على ذلك في كل بلاد المسلمين.. ينبغي أن يكون مولد نبينا محمد “صلى الله عليه وسلم” هو مناسبة نسترجع بها التاريخ ويكون عظة وعبرة لكل المسلمين الذين نسوا أوامره ونواهيه.
المولد النبوي ليس بدعة كما يدعي البعض، بل هو مناسبة طيبة نتذكر فيها المصطفى “صلى الله عليه وسلم” ونأتمر بأمره وننتهي بنواهيه، ويكون عيداً وفرحة للأمة الإسلامية صغاراً وكباراً فباب الاجتهاد ما زال مفتوحاً ويجب ألا نطلق ألسنتنا بهذا حرام وهذه بدعة فلنستفد مما هو جميل ولنترك الباقي.. وصلى الله عليك يا حبيبنا ويا هادينا ومرشدنا محمد “صلى الله عليه وسلم”.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية