ولنا رأي

لماذا يكذب المسلمون؟!

دخلت إحدى البقالات أو السوبر ماركت وقد اعتدت على شراء بعض الاحتياجات المنزلية منها، فقبل يوم كان سعر علبة التونة تقريباً خمسة عشر جنيهاً ففي اليوم الثاني عندما أعطيته المبلغ قال لي العلبة سعرها سبعة عشر جنيهاً، قلت له بالأمس اشتريتها بمبلغ كذا فقال لي الأسعار زادت، قلت له ولكن العلبة هي نفس العلبة الموضوعة في نفس الرف.. فهل ما بين يوم وليلة تصير الزيادة جنيهين، كنت مضطراً فأخذتها.
وأذكر أن صديقي الدكتور “صلاح معروف” إبان بعثته الدراسية في فرنسا مر بنفس موقفي هذا، فقص علىَّ يوماً ما أنه دخل إحدى البقالات فطلب شراء بسكويت تقريباً فسأله البائع من أيهما وكان البسكويت موضوعاً على رف واحد وهو نفس الحجم ونفس الشكل، ولكن هناك اختلاف في السعر فتعجب الدكتور “صلاح” لسؤال الخواجة فقال له هذا بكم وهذا بكم؟ فقال له هذا بكذا وذاك بكذا، فقال له ما هو الفرق بين الاثنين وكان واحد سعره أقل من الثاني، فقال له هذا أرخص لأنه تم شراؤه قبل أن تزيد الأسعار. أنظروا إلى أمانة وصدق أولئك الخواجات سلعة واحدة تباع ما قبل الزيادة بسعرها السابق أما الجديدة فتباع بعد الزيادة. أما نحن المسلمين نكذب على بعضنا البعض، فالسلعة التي وضعت في الرف قبل سنين عندما تأتي الزيادة تباع بسعر اليوم فتكون بسعرها تضاعفت عشرات المرات، فسلعة تم شراؤها عندما كان سعر الدولار ستة أو سبعة جنيهات وهي في مكانها وفي نفس الرف، وربما لم يزل عنها الغبار فعندما يرتفع الدولار إلى عشرة أو أحد عشر جنيهاً يقول لك التاجر الدولار زاد والسلعة تم شراؤها بعد ارتفاع الدولار، بينما السعر الحقيقي لها كانت قبل ارتفاع الدولار ولذلك نلاحظ التجار عندنا قفزوا بالزانة، وكذبوا على المواطنين، لذلك كثرت الأمراض عندهم وأحياناً يحترق الدكان ببضاعته نتيجة للكذب والغش وخداع المواطنين. ففي دول النصارى تجد عندهم الصدق والأمانة، وفي دول المسلمين الذي حثنا ديننا الحنيف على الصدق والأمانة وعدم الكذب تجدنا في اليوم نكذب مائة كذبة ونغش مليون غشة ونخدع مليون شخص.
نحن أمة لن تنهض ولن تتقدم ما لم نكن صادقين مع أنفسنا أولاً قبل أن نكون صادقين مع الآخرين. صادفت شخصاً مسؤولاً وهو يتحدث بالموبايل مع شخص آخر ويجيبه بأنه في المدينة الفلانية والآن يقطع الشارع الفلاني وداخل على المنطقة الفلانية، وقد انتظر شخصاً آخر عدة ساعات ولم يأتِ. تعجبت لهذا الشخص وقلت ألف حق ومليون حق أن نذل ونهان وأن ينتقم الجبار مننا وأن نتأخر عن كل شعوب العالم، طالما فينا كذابون وغشاشون وغير ذلك من الصفات الرديئة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية