ولنا رأي

ما الذي يريده "مبارك الفاضل" بعد مؤتمره؟!

ظهر “مبارك الفاضل” رئيس حزب الأمة الإصلاح والتجديد بعد طول غياب عن الساحة السياسية رغم ما دار ويدور فيها من حراك سياسي، الحوار الوطني وجلسات المفاوضات بأديس أبابا وخروج الإمام “الصادق المهدي” الذي طال غيابه بأرض المحروسة ثم قطر التي استضافته فيها قناة الجزيرة عبر برنامجها الأشهر الذي يقدمه المذيع “أحمد منصور”، وربما فاق عدد الحلقات التي بثت الست عشرة حلقة أو تزيد.
ظل (البلدوزر) “مبارك الفاضل” في حالة صمت عدا بعض الظهور في المناسبات الاجتماعية و”الرسبشنات” التي تقيمها بعض سفارات الدول بمناسبة أعيادها الوطنية، لكن “مبارك” يتابع باهتمام ما يجري في الساحة ولم يتسرع الظهور ربما بسبب نشاطه التجاري مع دولة الجنوب، فهل فشل في إدارته بعد الصراع الذي نشب بين الحكومة والمعارضة التي يقودها الدكتور “مشار”.
“مبارك الفاضل” يلعب دائماً في الساحات “الفاضية” ولا يضع رجله إلا إذا تأكد تماماً أين تطأ اليمنى قبل اليسرى، لذا كان المؤتمر الذي أقامه بمنزله ظهر أمس الأول هادئاً مع الحكومة ولم تكن هناك اللغة العنيفة التي ظللنا نسمعها منه في أي مؤتمر يقيمه أو أي تصريح أو أي حوار.. في هذا المؤتمر كان هادئاً تماماً الحكومة، لكن لغته هي نفس اللغة التي ظل يستخدمها لكن بأدب مع ابن عمه الإمام “الصادق المهدي”.. فسيد “مبارك” لم يكشف كل التفاصيل التي يريد أن يقولها في هذا المؤتمر، وربما كان بالنسبة له تمريناً أو حاول أن يجس نبض الحكومة، فهو الآن لا تعنيه الوزارات أو المشاركة في الحكومة بقدر ما همه الأول والأخير كيف يعتلي رئاسة حزب الأمة القومي بـأية طريقة من الطرق.. سيد “مبارك” له طموح في رئاسة الحزب لم يفتر أبداً منذ الديمقراطية الثالثة فكان الرجل الأقوى بين كل منسوبي الحزب الأقوياء منهم والأقل ضعفاً من الراحل الدكتور “عمر نور الدائم” والراحل “صلاح عبد السلام الخليفة” و”مادبو” و”إدريس البنا” إلى أن نصل إلى الراحل “عبد النبي علي أحمد”، وغيرهم من القيادات التاريخية بالحزب، فسيد “مبارك” حتى الوزارات الأقل أهمية لا يرضى بها، فآخر منصب اعتلاه في الديمقراطية وجاءت الإنقاذ كان وزيراً للداخلية، وعندما دخل في شراكة مع الإنقاذ لم يرض إلا بمساعد رئيس الجمهورية، وهذه مناصب رفيعة، الإنقاذ نفسها لا تعطيها إلا للأقوياء و”مبارك” يعد من القيادات القوية، حتى بعد خروجه من حزب الأمة وتكوين حزبه الإصلاح والتجديد ظل هو القائد صاحب الصوت العالي بين كل الذين خرجوا من الحزب “مادبو”، “مسار”، نهار والراحل “الزهاوي إبراهيم مالك”، فلن يركن ولم يستكن.. أحياناً ينحني للريح ثم يقف مرة أخرى شامخاً.. وها هو قد عاد إلى الميدان من جديد، لكن لا ندري ما هي الخطوة الثانية التي سيقوم بها.. هل سيغدر بابن عمه الإمام “الصادق المهدي” ويكون حليفاً للحكومة؟ أم له تكتيك آخر يلعبه في المرحلة المقبلة؟!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية