ولنا رأي

مشاريع في انتظار الافتتاح!!

ظلت الإنقاذ طوال الفترة الماضية تعلن في أي عيد من أعيادها الاحتفال بالإنجازات والمشاريع التنموية التي أقامتها خلال العام، ولكن يبدو أن هذا العيد لم يأت كما كانت تشتهي، فرفع الدعم عن المحروقات الذي أشعل السوق وأدى إلى خروج المواطنين إلى الشارع احتجاجاً على تلك الزيادات لم يشجع الإنقاذ على إعلان المشاريع التنموية التي اكتملت، مثل سكر النيل الأبيض، الذي بدأ إنتاجه قبل فترة، والانتهاء من تعلية خزان الروصيرص بجانب مشاريع أخرى. ولكن كان لا بد من افتتاح واحة الخرطوم التي اكتملت قبل عدة شهور وسبق الإعلان عن افتتاحها في أعياد الثورة، فافتتاحها جاء متزامناً، أمس الأول، مع الأعياد التي لم تشهد الزينة والبهرجة التي اعتدناها طوال السنين الماضية.. هناك مشاريع تنموية كثيرة تتم في صمت، ولم تظهر لوسائل الإعلام إما لجهل القائمين على أمرها بدور الإعلام، وإما أن يكونوا زاهدين في الأضواء وإبراز تلك المشاريع للرأي العام.
أحد الأخوة الأفاضل يعمل في صمت ولا يريد أن يكون في الضوء، ويقول إن ما يقوم به لوجه الله ولا يريد جزاء ولا شكوراً من أحد، قال لي إن الولاية الشمالية مظلومة من قبل الإعلام رغم أن هناك مشاريع تنموية كثيرة، ولكنها لا ترى النور خلال وسائل الإعلام، فسألته عن المشاريع التنموية التي اكتملت أو قاربت على الاكتمال بالولاية الشمالية، قال لي إن الطريق الرابط بين مصر والسودان يعد من المشاريع العملاقة، وقد اكتمل القطاع من مدينة وادي حلفا إلى منطقة أشكيت بطول (30) كيلومتراً على الحدود بين الدولتين، وقال لي إن المعبر الحدودي بين الدولتين بالإمكان فتحه حال إجازة البروتوكول الذي يحكم حركة الركاب والبضائع بين الدولتين الذي جرى إعداده وتسليمه للجانب المصري لإبداء الرأي فيه ومن ثم التوقيع عليه، وقال إن الإنشاءات الخاصة بالجمارك والجوازات والمواصفات قد اكتملت.
قلت له: ثانياً. قال لي إن حكومة الولاية الشمالية قامت بالاتصالات الأولية بالشركات وبيوت الخبرة ووزارة النقل لعمل الدراسات والتصميمات اللازمة للطريق الذي يربط الولاية الشمالية مع ليبيا عبر العوينات، ومن ثم الكفرة، وهناك مشاريع طرق داخلية بالولاية في محليات القولد ودنقلا والبرقيق، بالإضافة إلى كهربة المشاريع الزراعية، وتستهدف المرحلة الأولى توصيل (1037) مشروع، وهي المشاريع القريبة من شبكة كهرباء الولاية، كما تم توصيل (50%) من المشاريع الكبيرة.
الحديث عن أن السودان يعدّ سلة غذاء العالم، لا أظن أحداً يسكن الآن بالولاية الشمالية يستبعده، فالسودان فعلاً سلة غذاء العالم، وإذا اتجه أبناء الولاية الشمالية الآن إلى الزراعة فالشمالية وحدها هي السلة، ناهيك عن بقية ولايات السودان التي تتمتع بأرض خصبة ومياه متدفقة طول العام، كمشروع الجزيرة الذي عانى من الإهمال الشديد. فالولاية الشمالية إذا نظرنا إلى البقوليات وحدها يمكن أن تكفي احتياجات البلاد، ناهيك عن التمور والفواكه المختلفة، بالإضافة إلى الاستثمار في الأسماك، والولاية قد اتفقت مع بنك قطر الوطني لتمويل وتحديث مصنع الأسماك بوادي حلفا، ورفع طاقته الإنتاجية إلى عشرة آلاف طن في العام من الأسماك المصنعة.. والولاية بما لها من إمكانيات يمكن أن تكون في مقدمة ولايات السودان من حيث الإنتاج، ومن حيث البشر لن نغفل تصدرها في مجال التعليم لأكثر من تسع سنوات بين ولايات السودان في المجال التعليمي، وقد أحرزت هذا العام نسبة (93.3%) في امتحانات الشهادة الثانوية، والولاية الشمالية تعدّ من ولايات السودان المستقرة سياسياً ولم تصب بمرض التمرد الذي أصاب بقية الولايات. لذلك أعتقد أن مستقبل الولاية الشمالية واعد إذا التفت الجميع إليها، وابتعد الناس من الحسد الذي نخر في جسد الأمة، وما تأخّرنا هذا إلا بسبب الحسد والحساد.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية