ولنا رأي

آثار سد النهضة ظهرت بالخرطوم!!

ما زال الجدل حول سد النهضة الإثيوبي الذي اعترضت على قيامه بشدة جمهورية مصر العربية ووافق السودان، ما زال الجدل حوله مستمراً، وظلت الصحافة المصرية تكيل الاتهامات للإثيوبيين، بل تعدتهم إلى السودان باعتباره متواطئاً مع الإخوة في الحبشة، لكن الأحباش سدوا (دي بطينة ودي بعجينة) واستمروا في تنفيذ مشروعهم الذي يوفر لهم كمية كبيرة من المياه، بجانب توفير كهرباء تبيع منها لدول الجوار، والسودان أقرب الدول ويحتاج فعلاً لهذه الكهرباء.
خبراء المياه في مصر حاولوا أن يبينوا عيوب قيام السد وأن أضراره بالنسبة لمصر أكبر من أضراره للسودان، ووقف أيضاً بعض خبراء المياه من الجانب السوداني منهم المهندس “كمال علي محمد” وزير الري السابق، والمهندس “كمال” له مواقف من قيام السد وجهر بها في بعض كتاباته بالصحف السودانية، لكن بعض الخبراء الآخرين يرون أن سد النهضة سيوفر مياهاً وكهرباء وطمياً لزراعة مساحات واسعة من الأراضي نتيجة لتدفق المياه، لكن ما نلاحظه الآن والمسؤولون في إثيوبيا مستمرون في عمليات البناء، أن أنهارنا قد جفت، ومن يمر بكوبري النيل الأبيض يرى النهر قد أصبح أرضاً جرداء لا توجد بها نقطة ماء، وقد تأثرت الأراضي الزراعية أسفل الكوبري، وأصبح النهر يقطعه المرء راجلاً، بينما كان في وقت قريب تتدفق فيه المياه وتروي أرضاً واسعة تأكل منها ولاية الخرطوم، والأمر لم يكن قاصراً على منطقة الخرطوم، بل كل المناطق في اتجاه شمال الخرطوم، حتى نبه الفريق “أحمد إمام التهامي” رئيس لجنة الأمن والدفاع بالمجلس الوطني لشح المياه في مناطق الجزيرة اسلانج وفقد الأراضي الزراعية خصوبتها والماء الذي كان تزرع به مناطق واسعة.
وقلة المياه السبب الرئيس فيها سد النهضة، وحتى سد مروي الذي عولنا عليه كثيراً في زراعة مساحات واسعة من أرض الشمالية بجانب توفير كمية من الطاقة الكهربائية، الآن وحسب ما تردد من معلومات فإن مياه السد قد انخفضت بنسبة الثلث تقريباً.. وأذكر في وقت مضى كان قد اعترض على بناء سد مروي، وبشدة، المهندس “يحيى عبد المجيد” وزير الري السابق، لكن الجهات المسؤولة والراغبة في التنفيذ ضربت بحديثه عرض الحائط.
إن المشاريع الكبيرة تحتاج إلى دراسات، والاستماع لآراء الخبراء إضافة إلى طول النفس حتى لا تأتي النتائج عكسية بعد ذلك أو كما يقال بعد خراب مالطا. لذلك فإن قيام سد النهضة سيلحق بنا الضرر، ومظاهره الآن بائنة لكل ذي بصر وبصيرة.. فهل تستطيع اللجان الفنية الموكل لها وضع الدراسات والبحث في فوائده بعد الآن وقف المشروع؟ وهل تقبل إثيوبيا بذلك؟ وما هو دور السودان ومصر بعد أن أثر قيامه على تدفق المياه بصورة طبيعية أو كما كانت؟؟ العواطف لا تنفع كما يقول الأخوة المصريون، والماء هو الحياة، ونقصه يؤدي إلى ضياع الإنسان والحيوان والأرض الزراعية، بل قد يقود إلى الحروب.. وربنا يكضب الشينة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية