ولنا رأي

هل يصبح مصير دارفور كمصير الجنوب؟!

ثار نواب دارفور داخل البرلمان محتجين على استفتاء دارفور الذي نصت عليه اتفاقية الدوحة والتي خيرت أبناء دارفور أما الإبقاء على إقليم واحد أو عدة أقاليم، وربما لا يكون هذا التميز الهدف أو القصد منه الانفصال كما حدث في انفصال دولة الجنوب التي جاء الاستفتاء أيضاً واحدة من توصيات(نيفاشا). من حق أبناء دارفور أن يحتجوا ومن حقهم أن يثوروا لأن معظم الاتفاقيات يكون وراءها أهدافاً ومصالح تكون نهايتها غير  حميدة، فأبناء دارفور صحيح يختلفون تماماً عن إخواننا في جنوب السودان، فهم منتشرون في كل بقاع أرض السودان لا يختلفون كثيراً في عاداتهم وتقاليدهم عن أبناء وسط أو شمال السودان، إضافة إلى الدين فهم جلهم مسلمون ومتفقهون وعلماء، ولا يوجد بينهم حاجز اللغة، ولذلك من هذا المنطق لا يتوقع انفصالهم، إلا إذا كان هناك جهات لها هدف كما حدث لأبناء الجنوب الذين كانوا يحلمون بأن تكون لهم دولة مستقلة عن الشمال، وأن يكونوا مواطنين من الدرجة الأولى، فسعت الجهات الراغبة في الانفصال مع معاونة أبناء الجنوب إلى أن تم الانفصال وفرح أبناء الجنوب بدولتهم الوليدة. ولكن ما أن تربع الساسة على كراسي السلطة بدأ الصراع بين هذه القبيلة وتلك وحصدت الحرب الوليدة آلافاً من المواطنين، ما لم تحصده الحرب بينهم وبين الدولة الأم قبل الانفصال.. الحرب جعلت آلافاً منهم يلجأون إلى الشمال ويطلبون العون والمساعدة وعضوا أنامل الندم بعد تفريطهم في الوحدة.
الآن أبناء دارفور يخشون أن يكون مصيرهم نفس مصير الجنوب، فبعد الاستقرار الذي يعيشونه في الدولة الواحدة إذا حدث الانفصال سيصبحون لاجئين رغم أن الاتفاقية لم تنص على الانفصال الكامل. ولكن أصحاب المصالح قد يزينون للبسطاء من أبناء دارفور أن الاستفتاء هو الانفصال وأن دارفور لا بد أن تكون دولة منفصلة عن الشمال، فدارفور التي كانت (100%) مسلمة ولم تنشأ فيها كنيسة واحدة الآن أبناء دارفور لجأوا إلى إسرائيل وهاجروا إلى فرنسا وغيرها من الدول الأوروبية، فأبناء دارفور الطامعين في الحكم أمثال “عبد الواحد” وغيره يمكنهم أن يغرروا بالبسطاء فيؤججون نيران الحرب والمطالبة بالاستقلال.. ما لم تتصدَّ لهم قوى تعرف مصلحة دارفور والوطن، وتفسد عليهم أي مخطط يصب في عملية الانفصال، حتى لا قدر الله إذا انفصلت دارفور لا يأتي إخواننا في شرق السودان ويطالبون أيضاً بالانفصال. فبدلاً من سودان موحد كان يعيش أهله في أمن وسلام واستقرار إلى دويلات السودان المتعددة، كما حدث لأحزابنا التي انقسمت وانشطرت وأصبحت عشرات الأحزاب تحمل نفس الحزب، فلا نريده أن يكون سوداناً بعشرات الأسماء.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية