متى نرى شوارعنا خالية من الأنقاض؟!
بدأت محلية كرري، أمس، حملة نظافة واسعة بمدينة الثورة الحارة التاسعة.. جاءت الحملة تصطحب آليات النظافة العربات واللودرات، وكل ما من شأنه المساهمة في إزالة الأنقاض والنفايات المتراكمة بالمدينة منذ عدة سنوات.. شباب الحي بجانب مسؤولين بالمحلية طرقوا الأبواب ليعلنوا عن بداية الحملة التي ستستمر إلى أن يعود الوجه المشرق للمدينة.
لقد تردت خدمات البيئة في مناطق الولاية وحاراتها، وحتى عربات النفايات التابعة للمحلية لم تنتظم في مواعيدها، وعمال النفايات حينما تدخل العربة إلى الحي يحملون جزءاً ويتركون الباقي كأنما هم مجبرون على هذا العمل، وليس مهنة يقتاتون منها.. ظلت أحياء كثيرة تعاني من تراكم النفايات، وظلت لأسابيع تعبث بها القطط والكلاب والشماسة وكل صاحب حاجة يمر بالطرق يبعثر تلك النفايات ويتركها.
بالأمس أعجبت لسرعة النقل وأخذ كل النفايات بهمة عالية إضافة إلى حملة رش الذباب والبعوض.. في كل العالم لا توجد نفايات ولا ترى عرباتها، ما عليك إلا أن تضعها في المكان المحدد، وعمال النفايات يقومون بدورهم، لذلك نجد الطرقات نظيفة وكذلك الأسواق، بل هناك عربات تبدأ منذ منتصف الليل في غسل الطرقات بالماء والصابون، وهو برنامج ثابت ليس مربوطاً بالمناسبات الوطنية أو العيدين، كما هو الحال عندنا.. لا نهتم بالنظافة إلا عند المناسبات.
محلية كرري يجب أن تواصل حملتها في إزالة كل الأنقاض وتسوية الشوارع، فالكراكات واقفة أمام المحليات والعمال منذ الصباح يشربون الشاي والقهوة.. العمل محتاج إلى همة وإلى مسؤولين أقوياء أشداء يوجهون كل عامل إلى واجبه.. الآليات التي استخدمت أمس في الحملة لم يتم استيرادها من الصين لحظتها، والعمال لم نطلبهم من الفلبين ولا إندونيسيا ولا الحبشة، فكل العمالة سودانية (100%) وكل الآليات متوفرة منذ وقت طويل، ولكن لم تجد من يحركها ومن يبث روح العمل في أولئك العمال.. محلية كرري يجب أن تنظر إلى الشوارع الرئيسية التي تعدى السكان عليها بزراعة أشجار استحوذت على ثلث الشارع الذي لا يمرر سيارتين رغم أن بإمكانه أن يمرر ثلاث عربات.. يجب على المحلية أن تقود حملة تسوية الشوارع الرئيسية وإزالة تلك الأشجار مع تحديد مساحة معقولة لمن يريد أن يزرع خارج سور منزله.
لا ندري.. إلى متى تظل الأنقاض والتراب مسيطرة على كل شوارعنا!!