ولنا رأي

واكتملت كل مراسيم العرس!!

كل الأنظار تتجه اليوم إلى قاعة الصداقة بالخرطوم للنظر حول المشاركين في مؤتمر الحوار الوطني، من الذي حضر ومن الذي غاب ومن الذي كلف لينوب عنه في المشاركة.
إن مؤتمر الحوار الوطني الذي طرح قبل أكثر من عام من قبل رئيس الجمهورية تجدد لفترة أخرى، وها هو اليوم يصبح واقعاً، ولكن هل الحوار سيفضي إلى حل مشاكل السودان المتراكمة.. هل الذين يشاركون اليوم سيخرجون برؤية توافقية للحل. بالتأكيد هناك من لهم مصلحة في طي الخلافات بين أبناء الوطن، وهناك من يريد أن تشتعل أكثر لتقضي على الأخضر واليابس، وهناك من يقفون على الرصيف لا يعجبهم حال الحكومة ولا حال المعارضة، ولا ندري ماذا ينتظر أولئك.
الحكومة تجدد ثقتها في قيام المؤتمر وتفتح صفحة بيضاء وتدعو كل المعارضين بلا استثناء للحضور من الخارج للمشاركة، وآخرون من المعارضين يعتقدون أن الحكومة تريد أن تكسب الوقت بإعلانها هذا الحوار لتتربع على عرش السلطة فترة أطول. وهناك بعض منسوبي الحكومة يعتقدون أن المعارضين غير جادين في مسعاهم للوصول إلى حل لمشاكل الوطن عبر هذا الحوار، ولذلك إن حضروا، حضروا وإن لم يحضروا فالحوار قائم فليشربوا من البحر.. وكذا بالنسبة للمعارضة التي تظن أن الحكومة لم تهيئ أرضية الحوار بما هو مطلوب كإطلاق سراح المعتقلين السياسيين ومنح مزيد من الحريات وإبداء حسن النية حتى يشارك الجميع في هذا الحوار.
إن قاعة الصداقة التي يلتئم فيها الحوار صباح اليوم ستكون عروساً في زينتها، ولكن سيكون العرسان حاضرين، وبالتأكيد العروس سيصيبها بعض الحزن لعدم مشاركة ممن أكدوا الحضور ولم يأتوا، وعلى رأس أولئك الإمام “الصادق المهدي” زعيم حزب الأمة والأنصار الذي كان أكثر حماساً عندما طرح الحوار في بدايته، وكان جلوساً في المقاعد الأمامية، ولكن غياب “المهدي” لفترة من الزمن بالخارج مازالت تراوده الشكوك، ومازال يظن أن الإنقاذ لم تهيئ الملعب تماماً، فحضوره لن يفيد كثيراً فإن حضر وإن لم يحضر الإنقاذ هي الإنقاذ لم تتغير ولم تتبدل. أما أهل الإنقاذ فيقولون لقد منحنا “الصادق” فرصة العمر ومنحنا الحركات المسلحة كل ما تريد، فما الذي نعمله حتى يكونوا ضمن المشاركين.
الحوار هو المخرج من الأزمات حتى ولو ضغطت القيادات على نفسها من أجل وطن آمن ومستقر، فهل يفعل أولئك القادة ويفاجئون المؤتمرين وتهبط طائرتهم في آخر لحظة!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية