رأي

مسألة مستعجلة

وزير داخلية “المناقل” !!
نجل الدين ادم
بعيداً عن الحوار الوطني الذي سيبدأ اليوم وأتمنى أن يطوي حالة القطيعة بين الفرقاء السياسيين وتحل كل مشكلات البلاد بتوافق، وتتوقف الحرب ويعم السلام والرخاء البلد، دعوني أتوقف عند حوار آخر هو الحوار الصحفي (الفلتة) الذي أجراه الزميل النشط بالصحيفة “محمد أزهري” مع شخصية في غاية الأهمية.. حوار ما فاضي لحوار سياسي مع قيادي في الصف الأول بأي حزب، إنه الحوار التوثيقي مع شخصية أسطورية أثرت وجدان أهل منطقة المناقل بولاية الجزيرة بالأمن والطمأنينة، إنه شرطي السواري العم “دراج رحمة” الذي أحيل للمعاش حيث حكى مواقف فريدة تقابل ما تقوم به دوريات شرطة مجهزة بالعتاد في يومنا هذا وهي تجوب الأحياء. “دراج” وهو يحكي جسد حالة عشق لمهنته في بسط الأمن وهو يجول ليلاً على ظهر حصان يقطع الطريق على اللصوص ويردع المتسكعين على الطرقات، ويبث الطمأنينة في نفوس المارة وتنام المدينة ليلاً طويلاً، ولم تتوقف مهمة الرجل عند هذا الحد بل يتولى تأمين استاد المدينة عند كل مباراة كبيرة. وجوده هناك يعني ممنوع الفوضى لأنه يحمل في يده سوط عنج لا يتورع في استخدامه للمعاقبة على أي تجاوز. شخصية الرجل جسدت سلطات مزدوجة يستخدمها بذكاء يحمل المتجاوز للقسم ويكتفي بسوطي عنج للمتسكعين كعقوبة، حكمته وحدها هي التي أهلته ليكون وزير داخلية المناقل بلا منازع، حتى بعد أن نزل المعاش ما يزال الرجل يعشق المغامرات ولا يهاب المخاطر.
تخيلوا أن هذا الشرطي يجوب الأحياء جميعها في ليلة واحدة وفي ذلك تعرض لمحاولة اقتيال من أكبر مجرم، ولكن حكمته أنقذته وترقى بموجب ذلك.
نحتاج لشرطي بذكاء “دراج” تكون الحكمة حاضرة عنده وحب المهنة زاده الذي يعينه في إنجاز عمله دونما عناء.
 فمن طرائفه كما حكى أن قاضياً في المدينة يقود عربة استوقفه مخمور وطلب منه إطفاء الأنوار وإيقاف المكنة وامتثل له مولانا، ليرى نهايته والمخمور ينفخ وفي نهاية الأمر، قال له اذهب أنا فلان الفلاني ميكانيكي في المدينة أي زول بيعرفني، فمان كان من القاضي إلا أن دون بلاغاً في مواجهته في اليوم التالي، وطلب إحضاره وعند دخول الرجل سأله بتعرف الشخص الذي استوقفته أمس؟، دا أنا القاضي فلان الفلاني، فكان رد الرجل .. قول “دراج” ذاتو يعني حا تعمل لي شنو؟، واندهش القاضي وطلب إحضار هذا الدراج الذي يخاف منه الرجل أكثر منه، لكن “دراج” تعامل مع الموقف بذكاء يحسد عليه عندما سأله مولانا أنت الناس ديل بتعمل ليهم شنو؟، فرد بسرعة وفي باله هيبة مولانا، وقال له يا سيادتك أنا ديل لما أقبضهم ما بوسخ بيهم دفاتر المحكمة بديهم سوطين تلاتة وأفكهم، وقام في الحال بضرب الرجل سوطين في ظهره وقال له أمش، وانتهى الأمر على ذلك، أليست مثل هذه المواقف جديرة بأن تدرس في الأكاديميات الشرطية.
“دراج” أنت مدرسة تتحرك لتبسط الأمن، أهل المناقل مديونين بأن يكرموك ويشكروك على ما قمت به وما تزال، فأنت أهل لذلك التكريم.
أما وزارة الداخلية فمثل “دراج” مفخرة لها وهو يسجد حالة الأمن في ثوب مختلف يعلم الناس، فالرجل أكرمه الله يستحق ويستحق أكثر من التكريم. وأرجو أن تدون تجاربه في دفاتر السوابق الشرطية التي لا أظن أنها ستتكرر، متعك الله بالصحة والعافية وجعلك زخراً لأهل المناقل ومُشرفاً للشرطة والله المستعان.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية