ولنا رأي

الحوار والفرصة الأخيرة!!

تبدأ غداً “السبت” العاشر من أكتوبر عند العاشرة صباحاً جلسة الحوار الوطني التي ستكون بداية لمخرجات الأزمات السودانية، التي سيشارك فيها ما يقارب الـ(93) حزباً سياسياً، وحتى الآن لم تتأكد مشاركة حزب الأمة القومي تحت رئاسة الإمام “الصادق المهدي” والحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل تحت رئاسة مولانا “محمد عثمان الميرغني”.. الحركات المسلحة في دارفور أيضاً وجودها مهم في هذا الحوار، لكن إلى أي مدى وافقت على الجلوس على تلك المائدة التي ينظر إليها المراقبون بالداخل والخارج.. فالسودان هو الدولة الوحيدة التي تحاول جهات خارجية تفكيكه ليصبح شأنه شأن بقية الدول التي أصبحت في مهب الريح ودمرت بواسطة أبنائها، والشاشات الفضائية تنقل لنا يومياً الدمار والخراب الذي حلَّ بالجارة ليبيا التي كانت تعيش في رغد من العيش، ومصر المؤمنة التي كان الإنسان يسير في شوارعها حتى الفجر وهو مطمئن، وكذلك سوريا التي أصبح شعبها أشلاء مشتتة ما بين أوروبا والدول العربية، واليمن التي فقدت سعادتها وأمنها بسبب الصراع الدائر حول كرسي السلطة من قبل “عبد الله صالح” الذي ما زال يطمع في العودة لكرسي السلطة بعد أكثر من عشرين عاماً قضاها حاكماً لليمن.
إن الحوار الوطني الذي ينطلق غداً “السبت” من قاعة الصداقة بالخرطوم هو الفرصة الوحيدة لأبناء الشعب السوداني، إما أن يكون هناك وطن يسع الجميع وإما لا يكون هناك وطن يجري على أبنائه ما جرى لأبناء الأمة العربية التي تمزقت بسبب الصراع حول كراسي السلطة، فأصبحت معظم الدول العربية تعيش في حالة عدم الاستقرار.. لذلك ينبغي على قادة السودان أن يتعظوا لما شاهدوه من دمار وخراب حل بجيراننا الذين كانوا في نعمة من العيش والأمن والاستقرار.
فالإنقاذ حكمت ما يقارب الستة وعشرين عاماً ولن يضيرها لو استمعت إلى المعارضين، ولن يضيرها لو خففت من سقوفات المطالب لأولئك المعارضين.. فدولة راسخة منذ خمسة عشرين عاماً ما الذي تخشاه؟ والمعارضة التي ظلت على حالها طوال تلك الفترة لم تغير شيئاً، وهي كذلك لن يضيرها شيء إذا وضعت يدها فوق أيدي الآخرين لمصلحة الوطن، وليس لمصلحة الأفراد.. وكذا الحال بالنسبة للحركات المسلحة لقد عاشت أزماناً من العزلة وفقدت الأرواح فمن الأفضل لها وللوطن أن يجلس الجميع معاً لبناء أمة كانت في مقدمة الأمم، فالحوار فرصة أخيرة ليكون السودان أو لا يكون.. ولابد من توحيد الصفوف ليبقى وطن اسمه السودان.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية