ولنا رأي

"ندى القلعة" من (عزاز علينا) لـ(خبر الشؤم)..!!

الفنانة “ندى القلعة” منذ أن ظهرت ملفتة للنظر بأغانيها الحماسية ولونتها المميزة، وسطع نجمها إلى أن صارت مشهورة على النطاق الخارجي، وأصبحت مطلوبة لدى رجال المال والأعمال لإحياء حفلات زيجات بناتهم أو أولادهم.. فـ”ندى القلعة” رغم الحملة التي سيقت لتشويه صورتها لكنها صمدت أمام الأمواج العاتية.
لا ننكر أن معظم الأسر السودانية تتمنى أن تتغنى “ندى” في أفراح أنجالها، وأذكر وعند بداياتها أجبرني طفلي “علي” على شراء مسجل وكاست خاص لـ”ندى” كانت أغنية (عزاز علينا) ضاربة الرقم القياسي في السمع، فتنازلت رغبة وطوعاً لهذا الطفل الذي لم يتعد وقتها الثلاث سنوات، وأصبحت (عزاز علينا) نغمة محببة للأسرة، فالفنانة “ندى القلعة” يختلف الناس ويتفقون حولها.. ولكن هي فنانة بكل مقاييس الفن وإلا لما تربعت على القمة الغنائية لفترة طويلة، ومازالت.. ولم تكن فنانة موسم فقط بل ظلت تقدم دائماً الجديد لها ولشعراء آخرين، فلون الغناء الذي ظهرت به خاصة أغاني الحماسة جعلها مرغوبة لدى أهل العريس أو العروس وإذا لم تغن في الحفل الرئيسي تأتي في الـ(Over night) وهي بدعة جديدة ظهرت مؤخراً، بمعنى أن يمتد حفل العرس لما بعد منتصف الليل بعد أن أصبحت الفترة  من العاشرة إلى الحادية عشرة لا تكفي لإمتاع أهل العروسين، نظراً لما تم صرفه من مال كثير في تلك الزيجة.
والفنانة “ندى القلعة” أحياناً تلفت نظر جمهورها في كل حفل بلبس وموضة جديدة تستحدثها كما تستحدث أغانيها، وهذه الأيام لفتت النظر إليها بأغنية أصبحت حديث المدينة رغم أن الكافة لم يسمعوها، فأغنية (خبر الشؤم) التي صاغ كلماتها الشاعر “هيثم عباس”، يقال إن الأغنية تتحدث عن الجنس الثالث، وهذا المسكوت عنه في الغناء السوداني رغم أنه كان في الماضي ولدى كبار الفنانين يتداولون مثل تلك الأغاني في جلساتهم الخاصة عندما لم يكن هناك (واتساب) ولا (فيس بوك) ولا (تويتر) ولا غير ذلك من الوسائط الإعلامية التي يتم من خلالها التداول في كل شيء خلال ثوان أو لحظات، فـ(خبر الشؤم) ليس اللوم على “ندى القلعة” ولا شاعرها، ولكن نلوم المصنفات ومسؤوليها الذين فتحوا الباب لمثل هذه الأغاني قبل أن تتم عملية اللحن للكلمات أو تداولها في الوسط الفني قبل إجازتها من قبل المصنفات، ولكن المصنفات دائماً تأتي متأخرة.. ولولا الصحافة ونشرها للأغنية ربما مرت مرور الكرام مثلها ومثل كثير من الأغاني الهابطة التي يتغنى بها فنانو اليوم.
إن الفنانة “ندى القلعة” تقدم الجيد من الغناء الحماسي والذي يحث على الكرم والشجاعة، فلماذا تريد أن تنحدر بالفن كما أنحدر به آخرون، فالجلسات الخاصة لا أحد يسأل عنها وهناك أشرطة لكبار الفنانين تحمل الغناء الهابط، ولكن لم يصل إلى أذان الكافة، علينا ما نسمعه من جيد الغناء ولسنا معنيين بما يدور في الجلسات الخاصة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية