ثلاثة أحداث في يوم واحد!!
ثلاثة أحداث مهمة شهدتها الساحة المحلية والإقليمية أمس الأول وكلها تصب في مصلحة السودان الشمالي أولاً والجنوبي ثانياً.
فالاتفاق الذي وقع بين حكومة جنوب السودان ممثلة في رئيسها “سلفاكير ميارديت” ونائبه السابق المهندس “رياك مشار” وسط حضور من رؤساء بعض الدول المجاورة، يعد من الاتفاقات التي لها ما بعدها، إذ ما حمد الطرفان المتنازعان أو المتخاصمان الرئيس “سلفاكير” و”رياك مشار”، فدولة جنوب السودان وهبها المولى عز وجل بترولاً كثيفاً لم تفعل فيه شيئاً وجدت كل شيء جاهز عندما كان الجنوب والشمال دولة واحدة، واستطاع الدكتور “عوض الجاز” أن يسهر الليالي في أدغال الجنوب مع الشركات والعمال لاستخراج هذا البترول، ولذلك فإن الصراع السياسي يمكن للفرقاء أن يتحدوا لمصلحة وطنهم وشعبهم المسكين الذي يعاني الأمرين، قسوة أبناء جلدتهم وقسوة الطبيعة والظروف التي وضعوا فيها مشردين بين الدول بعد أن حلموا بالأمن والاستقرار والعيش الكريم.. أما دولة الشمال فإنها ستكون أوفر حظاً لاستقرار الجنوب، أولاً وقف الهجرة العكسية بسبب الاقتتال في الجنوب وتدفق البترول من جديد عبر أنابيب الضخ بالشمال، فالميزانية التي أرهقت بسبب توقف البترول سيعاد الضخ إليها من جديد، فنأمل أن يحكّم الطرفان الرئيس “سلفاكير” والمعارضة بقيادة “رياك مشار” صوت العقل لمصلحة الوطن والشعب.
أما الحدث الثاني وهو المباحثات بين الحكومة و”أمريكا”، وهذا اللقاء أيضاً إذا نجح سوف يصب في مصلحة الشمال، فـ”الولايات المتحدة الأمريكية” ظلت لأكثر من خمسة وعشرين عاماً تكن العداء للسودان، فأوقفت كل شيء وعملت المستحيل لرحيل الحكومة، ولذلك فإن استئناف العلاقات بين البلدين وبدء مباحثات جادة فيها مصلحة الوطن ونمو العلاقة بين البلدين، ولا أظن أن “أمريكا” بعد تلك الفترة الطويلة تريد أن يزداد العداء بينها والسودان، فالدنيا مصالح وأمريكا من مصلحتها أن تفتح صفحة جديدة مع السودان، كما أنهت القطيعة التي امتدت لأكثر من أربعين عاماً تقريباً مع “كوبا” و”كوبا
ليست أفضل من السودان، لذا يجب أن تبدأ المباحثات بين الطرفين من أجل المصالح المشتركة وتبادل المنفعة بينهما.
أما الحدث الثالث والذي لم يخطر على البال اندلاع الصراع بين مجموعة الدكتور “السيسي” رئيس السلطة الإقليمية لدارفور و”بحر إدريس أبو قردة” وزير الصحة ونائب “السيسي” السابق رئيس حزب التحرير والعدالة، فما حدث بفندق (السلام روتانا) خلال التوقيع للمشروعات الجديدة بدارفور شيء مؤسف، وينبغي على الطرفين أن ينظرا لمصلحة الإقليم أولاً وأهلهم ثانياً، أما ما تبقى فهو مقدور عليه.. فمن مصلحة دارفور أن يستقر وأن تنعم بالأمن والأمان والسلام، لأن أمنها فيه مصلحة الوطن الذي مزقته الحروب وأقعدته عن التطور والانطلاق إلى رحاب أفضل، فتوقيع المشروعات حدث مهم لأهل دارفور وما كان لـ”أبو قردة” ولا “السيسي” أن يدخلا في مشادة تفسد العمل الجميل، فدارفور في أمس الحاجة لهذه المشروعات، وينبغي أن يتناسوا خلافاتهم الشخصية من أجل دارفور.