ما بين الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني!!
في ختام اجتماع الشورى القومي أمس الأول لم يكن رئيس الجمهورية المشير “عمر البشير” راضياً عن أداء الحزب وانتقد الحزب على مستوى القواعد ، وقال: عايزين حزب مؤسس وراكز موجود على مستوى القرية والمدينة والحي.. فالرئيس “البشير” ،ربما ،لأول مرة ينتقد الحزب بصورة مباشرة وهذا يدل على أن بعض أعضاءً الحزب قد ابتعدوا عن قواعدهم ،وأصبحوا مشغولين بالغنائم ،التي انهزم المسلمون بسببها في غزوة أحد عندما خالفوا أمر النبي صلى الله عليه وسلم فهبطوا من الجبل لجمع الغنائم.
الآن يبدو ان اعضاء في المؤتمر الوطني لم يلتزموا “الجبل” فهبطوا وتركوا مواقعهم وسط الجماهير ،من أجل الحصول على الغنائم،في وقت اصبح الكل، تقريبا، يبحث عن المال والغنى، بأي صورة من الصور، فالولاء السابق لحركة الإخوان المسلمين أو للحركة الإسلامية لم يعد كما كان الناس عليه في الماضي.. فالآن، اصبح غالب اهل المؤتمر الوطني ، ينظر كل شخص منهم إلى مصلحته الشخصية، بعيدا عن مصالح القاعدة . ولذلك لم تعد هناك قواعد -يا ريس -لا في الحي ولا في الفريق ولا في المدينة. ولم نسمع ومنذ أن جاءت الإنقاذ أن الحركة الإسلامية كسبت عضواً جديداً فيها ،ولم نسمع أن هناك عمليات تجنيد للشباب المميزين ،الذين كانت تختارهم الحركة الإسلامية لتضمهم إلى صفوفها من طلبة الثانويات أو طلبة الجامعات أو حتى مرحلة الأساس..
الآن أغلب أعضاء المؤتمر الوطني، ان لم يكن كلهم، في السوق، وفي الكرين، وفي أسواق العقارات وأسواق المواشي. في كل الأسواق التي تدر مالاً، أما الذين كانوا يدعون إلى سوق الله تعالى فلم يعودوا موجودين، أبناء الحركة الإسلامية كانوا يقتسمون الطعام واللباس، اليوم أولاد الحركة الإسلامية في ماليزيا، وفي بريطانيا وفي تركيا وفي أمريكا، وفي كل الدول الكبرى، ولذلك لن نجد قواعد منتمية للحركة أو المؤتمر الوطني.. في الماضي كان من ينتمي لهذا التيار الإسلامي يتصف بالصدق وبالعفة وبالكرم وبالشجاعة وعدم الخوف إلا من المولى عز وجل، فالآن أصبح الغش والخداع وعدم مخافة الله وأكل مال الناس بالباطل، والكذب والنفاق.. في الديمقراطية الثالثة حصلت الجبهة الإسلامية القومية على كل مقاعد الخريجين.. فلم يسأل أحد لماذا حصلت عليها ،ولكن السبب كان وضاحا.لأن الناس وضعوا ثقتهم في أولئك المرشحين ، الممتلئين طهراً ونقاءً ومخافة لله.
في المدارس الثانوية كان يُختار منسوب الأخوان المسلمين ويصوت له الجميع لأنه صادق ومهذب ويحترم الجميع.
إن المؤتمر الوطني الآن لم يعد هو المكان الذي يلجأ إليه كل الناس ،كما كانوا يلجأون للحركة الإسلامية في الماضي .. الآن بدأ المؤتمر الوطني يفقد القواعد في الأحياء وفي الفريق حتى في المكاتب والمؤسسات ، لأن الجميع أصبحوا يلهثون وراء المال والثراء.. انشغلوا بالدنيا ونسوا الآخرة، ولذلك ما عاد أحد يثق بهم، فالمؤتمر الوطني كان أكرم له أن يعتمد على قواعده الأصلية ،التي عاش وتربى وسطها بدلاً من أصحاب المصالح، الذين غزوه، أولئك الذين أكلوه لحماً ورموه عظماً، فإذا لم تلحقوا الباقي ،”حتى اللافتة لن تلموا فيها..”