ولنا رأي

هل يصمد النائب الأول أم تهزمه البيروقراطية؟!

في بداية الإنقاذ قاد الدكتور “الطيب إبراهيم محمد خير” زيارات مفاجئة لعدد من الوزارات كشفت عن خلل كبير فيها، وكان لتلك الزيارات أثر كبير لدى المسؤولين وبثت الرعب في قلوب الموظفين المتسيبين أو المستهترين بعملهم أو الفوضى الضاربة بأطنابها في المكاتب، ولا ننسى أن زيارات الدكتور “الطيب” كانت تبث كاملة عبر جهاز التلفزيون، لكن المسؤولين في الدولة، وفي بداية أي تغيير جديد نحس بالحماس والهمة والزيارات التفقدية حتى يثبت المسؤول وجوده، فإذا ما ثبت في موقعه وأحدث تلك الحركة تختفي تلك الزيارات حتى ينسى الناس أن هناك مسؤولاً.
بالأمس قام النائب الأول لرئيس الجمهورية الفريق ركن “بكري حسن صالح” بزيارة تفقدية لجهاز السودانيين العاملين بالخارج، ووقف بنفسه على حال الجهاز وحال المواطنين الذين وفدوا إلى الجهاز لتكملة إجراءاتهم، باستخراج الجواز والعقبات التي تواجههم وتسديد الرسوم وغيرها من المعاملات التي يحتاجها المواطن من الجهاز.
إن ما قام به السيد النائب الأول عمل كبير خاصة عنصر المفاجأة فيه، أي أنه قام بتلك الزيارة دون سابق إنذار، وإلا لكان هنالك العديد من الصحف المرافقة لسيادته.
نحن في حاجة لتلاحم المسؤول الأول رئيس الجمهورية أو النائب الأول أو نائب رئيس الجمهورية للوقوف على أحوال الناس ميدانياً، فالزيارة الثانية التي نأمل أن يقوم بها النائب الأول إلى مكاتب السجل المدني أو مكاتب الجوازات في المقرن أو في العلاقات البينية أو أي موقع يريد المواطن أن يذهب إليه أما لاستخراج الجواز أو الرقم الوطني أو شهادات الميلاد، ففي هذه المكاتب تجد العجب العجاب.. ازدحام المواطنين بالآلاف مقابل عدد قليل من الموظفين، وأحياناً تشعر أن الموظفين فيها مجبرون على تلك الخدمة من (صرة الوجه) وعدم احتمال المواطنين وتطنيشهم أو الادعاء بأن الشبكة (طاشة) مما يضطر المواطن للاستسلام، فإما أن ينتظر إلى حين عودة الشبكة (الطاشة) أو الذهاب والعودة في اليوم التالي، إن كانت فعلاً الشبكة كذلك أو لعدم خبرة ومعرفة من الموظف الذي لم يتم تدريبه بصورة كافية لمعرفة برامج جهاز الحاسوب.
النائب الأول بدأ الخطوة الأولى وينبغي أن تكون هناك خطوات مماثلة من جانب الوزراء والمسؤولين، خاصة والي ولاية الخرطوم الفريق أول ركن مهندس “عبد الرحيم محمد حسين” ليرى بأم عينيه كيف الحال في موقف (كركر)، وكيف الموقف مع أصحاب (الهايسات) وتعذيبهم للمواطنين، ومن ثم الوقوف على الأسواق والنفايات المنتشرة في كل أرجائها، ولماذا تنتظر النفايات عشرات الساعات ولا تؤخذ أولاً بأول!!
السيد النائب الأول يريد الإصلاح، لكن الإصلاح لا يستطيع شخص واحد القيام به، فلا بد من تضافر الجهود ليأتي العمل متكاملاً، وإلا ستفتر همة السيد النائب الأول ويعود الحال كما كان عليه أو تعود (حليمة لقديمها).

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية