هل حقاً استقال أمين عام مجلس الصحافة؟!
لم يتأكد حتى الآن الخبر الذي يتداول حول الوسائط والمواقع الإلكترونية وما نشرته بعض الصحف الصادرة أمس حول استقالة الدكتور “هشام محمد عباس” الأمين العام لمجلس الصحافة والإعلام الذي جرى تعيينه مؤخراً من قبل الرئاسة خلفاً للسفير “العبيد مروح” الدكتور “هشام” أستاذ إعلام ويتمتع بسيرة طيبة وخلق رفيع عرفناه خلال الفترة الوجيزة التي جلس فيها على مقعد الأمين العام لمجلس الصحافة والمطبوعات، فلا ندري ما هي الأسباب التي دفعته لهذه الاستقالة التي لم يتعود عليها المجلس منذ إنشائه ولا أظن أن هناك خلافات أو صراعات داخلية أدت لذلك، فالأستاذ الراقي والهادئ والشاعر والأديب “فضل الله محمد” يتمتع بخلق رفيع فلم نسمع يوماً ما وطوال مسيرته الصحفية أن دخل في معارك مع الزملاء ولا حتى على صفحات الصحف التي يجري السجال بين الزملاء على صفحاتها، سيرة نيرة ونظيفة نشهد له بها، لذلك لا أعتقد أن أسباب استقالة الدكتور “هشام” بسبب خلاف داخل المجلس، فكل العاملين داخل المجلس يتمتعون بعلاقات طيبة فيما بينهم وقد أرسى هذه القاعدة الطيبة البروفيسور “علي محمد شمو” رئيس المجلس السابق والذي ظل لفترة طويلة جداً يعمل في صمت في تناغم مع السفير “العبيد مروح” وهو أيضاً من الشخصيات الهادئة، محبوب للجميع إن كان على مستوى المجلس أو على مستوى الصحفيين، ولذلك فترة طويلة شهدها المجلس في حالة استقرار تام حتى اللجان والأعضاء الذين يباشرون عملهم بالتكليف يتمتعون بعلاقات طيبة، فإن صحت الاستقالة التي تقدم بها الدكتور “هشام” تعد سابقة داخل المجلس، ولم نسمع أو نقرأ أن أمين عام المجلس قد تقدم باستقالته منذ الدكتور “عثمان أبو زيد” والأستاذ “عبد الرحمن إبراهيم” والسفير “العبيد” على فترتين والدكتور “هاشم الجاز”، فأعضاء المجلس المعينين أو المنتخبين يغادرون الموقع بانتهاء الفترة المحددة لهم أربعة سنوات أو غيرها من السنين ولذلك فإن استقالة الدكتور “هشام” وهو أكاديمي معروف ربما لم يدخل الجهاز التنفيذي إلا هذه الفترة، ونعلم أن الجهاز التنفيذي فيه كثير من الضرب تحت الحزام فمن لم يتعود فلن يستطيع الصمود أمام أشخاص لهم أغراضهم ومطامعهم، وربما لم تكن مطامع أو ضرب تحت الحزام ولكن ربما يفهم هذا الشخص أن هناك مؤامرة حيكت ضده، وهناك أشخاص يحفرون له لمصلحة آخرين ربما يكون الحديث صاح وربما يكون غير صحيح.
فمن دخل المعترك السياسي عليه أن يتحمل الإيجابيات والسلبيات أو يتحمل الآخرين أو كما يقال خذهم على حسب عقولهم.. فالدكتور “هشام” ربما يغادر هذا الموقع وربما يصر على موقفه ولكن يجب على القيادة أن تثنيه عن هذا القرار لمصلحته ولمصلحة هذا المجلس الذي وضع أسساً متينة وقوية في العلاقة بين كل العاملين فيه.. فإن كان الرشاش من الخارج فليتركه جانباً وأن يضغط على جرحه في صمت.