من يهتم بالصحافة والصحفيين؟!
تتحدث الدولة عن اهتمامها بالصحافة والصحفيين وأنها مع قضاياهم ومع حل المعضلات التي تواجه هذه المهنة، ولكن على أرض الواقع لا يوجد شيء ملموس.
إبان الحكم المايوي ورغم وجود صحيفتي الأيام والصحافة ولكن كانت أوفر حظاً من أي عهد مر عليها سواء كان على مستوى المهنة نفسها أو على مستوى الصحفيين.. ففي تلك الفترة كان التدريب شيء أساسي ليس للصحفيين أو المحررين، ولكن حتى الفنيين والعاملين في المطابع وجدوا فرص تدريب في القاهرة أو بريطانيا أو ألمانيا فتشبعوا بالخبرة، إلا أنهم وبسبب الظروف الطاردة وتحسين الأوضاع المعاشية هاجر كل أولئك وهم الآن علامات بارزة في الصحافة العربية وفي أوروبا وغير ذلك من الدول التي هاجر إليها بعض الصحفيين.
الدولة كانت مهتمة بالصحفيين وكان الرئيس “جعفر نميري” أكثر اهتماماً بها وكان دائماً يتفقد الصحف بنفسه في أوقات مختلفة.. بل كان يتصل مباشرة برئيس التحرير وفي الاتصالات المفاجئة دائماً لرئيس تحرير الأيام برزت بعض النكات لا أدري مدى صحتها ولكنها في الغالب نصف الحقيقة.. ويقال أن الرئيس “نميري” اتصل في الفترة الصباحية برئيس تحرير الأيام الأستاذ “حسن ساتي” فرفعت السماعة السكرتيرة “ليلى إبراهيم” ربنا يطول في عمرها ولم تدري من المتصل فقالت نعم، فقال لها “جعفر نميري” قالوا رمت السماعة وجرت لـ”حسن ساتي” قالت ليه ألحقني يا “حسن ساتي” “نميري” في التلفون، ومرة أخرى رفع السماعة الدكتور “محي الدين تيتاوي” فعندما قال له أنا “جعفر نميري” وقف على (حيلو) “تيتاوي” وقال ليه نعم سعادتك رغم أن الرئيس “جعفر نميري” في القصر و”تيتاوي” في مكتبه بالأيام.
لقد اهتمت مايو بالصحافة أيما اهتمام وحرصت على التدريب، الآن ورغم الجهود التي يقوم المجلس القومي للصحافة والمطبوعات واتحاد الصحفيين، ولكن ليس كافياً فيفترض أن يتم التأهيل والتدريب من الصحف نفسها ومدى احتياجها لتدريب رؤساء الأقسام خاصة أن الصحافة الآن تفتقر إلى رؤساء أقسام الأخبار، فمعظم الصحف في حاجة لاختيار محررين على قدر عالٍ من الكفاءة لتدريبهم وكذلك مدراء التحرير وسكرتيري التحرير، فالمسألة محتاجة إلى نهضة كاملة داخل صحفنا السياسية، أما الرياضية فهذه محتاجة إلى غربال كبير حتى نحصل على المؤهلين منهم.. لأن الصحفي الرياضي الآن أداوته الشتم والسب والتجريح ولن يلمع صحفي رياضي إلا إذا استخدم تلك الأدوات.
الدولة لا بد أن تهتم بالصحافة والصحفيين وتوفير الأمن والأمان لهم بدلاً عن عمليات الرفت وإغلاق الصحف وقطع أرزاقهم.