ولنا رأي

والي الخرطوم في امتحان حقيقي!!

ولاية الخرطوم أكدت استعدادها لفصل الخريف، والمعتمدون ربما بصموا بالعشرة بأن الأمور (عال العال)، وكل شيء تحت السيطرة، لكن الأمطار التي هطلت مساء أمس تؤكد أن الولاية ما زالت بعيدة كل البعد عن الاستعدادات لهذا الخريف، فمطرة واحدة كشفت سوءات هذه الولاية التي أصبحت أكثر من ولاية بسبب هجرة أبناء الولايات إليها للظروف الاقتصادية ونقص الخدمات في معظم ولاياتنا مما دفع عدداً كبيراً منهم للهرب إلى الولاية، على الأقل لضمان لقمة العيش بافتراش الأرض وبيع ما يحتاجه سكان الولاية، أو دفع (درداقة) تدر عليه دخلاً يكفيه ليجد قوت يومه.. أما المبيت فأية منطقة تنصب فيها (راكوبة) إلى أن يصبح الصبح.
ولاية الخرطوم منذ عشرات السنوات هي نفس الولاية، ومهما وفد إليها من ولاة فحالها في الخريف هو نفس الحال، ولن تختلف إن كان الوالي الدكتور “عبد الرحمن الخضر” ولا الدكتور “مجذوب الخليفة” رحمة الله عليه، ولا الدكتور “المتعافي” ولا الفريق أول ركن “عبد الرحيم محمد حسين”، فحجم الولاية أكبر من حجم كل الولاة، هي في حاجة لمليارات الجنيهات للمساعدة في البنية التحتية والخدمات.
الأمطار التي هطلت بعد طول غياب بالتأكيد أثرت على الأسواق وعلى المناطق الطرفية من الولاية لعدم الاستعداد الكامل بفتح المجاري وتوجيه المحليات بالوقوف ميدانياً على كل أحياء الولاية، واستخدام الآليات كالكراكات لتسوية الطرق واللودرات لإزالة الأنقاض، وتحريك كل العربات لنقل الأنقاض للمناطق المنخفضة مع تسوية الكراكات لمداخل الأحياء.
الخريف ما زال في بدايته، وهذه أول (مطرة) تشهدها ولاية الخرطوم بهذه الكثافة، فإن لم تعالج مواقع الخلل ربما الحال يكون أصعب في الأمطار القادمة، خاصة وأن مناطق كثيرة هي مجاري سيول ولم يتعظ المواطنون الذين تم تنبيههم بعدم البناء فيها.
الفريق أول ركن “عبد الرحيم محمد حسين” سيكون في امتحان حقيقي خلال الأيام القادمة إن لم يستنفر معاونيه واستخدامه لسلطاته وصلاحياته التي ترهب كل الجالسين في مكاتبهم.
إن ولاية الخرطوم منذ عشرات السنوات لم يطرأ عليها أي تغيير خلال فصل الخريف، فالأسواق لم تهيأ، ومواقف المواصلات نفسها (الطين والخمج)، واتساخ ملابس المواطنين بالمياه المتجمعة فيها صورة متكررة نشاهدها في كل خريف.. لم نحلم يوماً بأن الخريف خلا من المياه الراكدة أو توفرت المواصلات أو خرج المعنيون بالأمر لسحب المياه قبل أن تصبح (برك).
الفريق “عبد الرحيم” في امتحان حقيقي.. فهل ينجح؟ أم أنه سيقول كما قال سلفه الدكتور “المتعافي” والي ولاية الخرطوم الأسبق: (ما هي مطرة مطرتين تضرب الخرطوم)؟؟ هل يستطيع معالجة الخلل ونرى انسياب المياه في المجاري وعاصمة نظيفة بعد هطول الأمطار؟!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية