ولنا رأي

انتهى العيد ولم تنتهِ الإجازة!!

انتهى العيد ولكن لم تنته الإجازة، فمعظم الموظفين بمؤسسات الدولة المختلفة من المفترض أن يباشروا عملهم اليوم، ولكن جرت العادة ألا يباشر الموظفون عملهم بعد انتهاء عطلة العيد أياً كان العيد الفطر أو الأضحى المبارك لأن نصف سكان ولاية الخرطوم من الولايات، فثلاثة أيام أو أربعة لن تكفي لمقابلة أسرهم، والاستمتاع بجو العيد معهم، فنصف اليوم يضيع في السفر ما بين الولاية المعنية والخرطوم ربما يقول قائل بأن كل موظف له إجازة سنوية يمكنه أن يستغلها في زيارة أهله بالولايات.. أما إجازة العيد فهي استراحة من عناء رمضان فيمكن أن يقضيها بمقر إقامته، ولكن سكان ولاية الجزيرة ونهر النيل يعتبرون إجازة العيد نوعاً من التلاقي بين الأهل والأصحاب والأصدقاء الذين دائماً يلتقون في إجازة العيد باعتبارها إجازة موحدة تختلف عن الإجازة السنوية التي تخص الشخص لوحده وربما لا يجد من الأصحاب وقتها من يتسامر معه أو يجالسه.
أمس كان آخر يوم في إجازة عيد الفطر المبارك.. فكانت المدينة هادئة طوال تلك الفترة وتوفرت خدمات الكهرباء والمياه التي شكلت لكل المواطنين بولاية الخرطوم هاجساً طوال شهر رمضان بسبب الانقطاع المتواصل إن كان لخدمة المياه أو الكهرباء فولاية الخرطوم لم تصمم لخمسة عشر مليون نسمة ولا الخدمات التي جرى تأسيسها لهذا الكم الهائل من المواطنين، فولاية الخرطوم وما بها من خدمات تكفي تقريباً لثلاثة ملايين نسمة لذا فإن المدينة عاشت فترة العيد هدوءاً في المواصلات وفي معظم الخدمات ما عدا النفايات التي ملأت كل الطرقات، فهي المعضلة التي ظلت تواجه والي ولاية الخرطوم الدكتور عبد الرحمن الخضر وستظل تشكل هاجساً أيضاً للفريق أول ركن مهندس عبد الرحيم محمد حسين ما لم يتخذ قرارات صارمة في مواجهة شركات النظافة فأحياء ولاية الخرطوم كلها مكتظة بالنفايات، أما الأسواق فحدث ولا حرج، فكل الأسواق عبارة عن مكبات للنفايات، كل بقايا الملبوسات ملقاة على الطرقات، فإذا أردت الخروج فما عليك إلا أن تدوس على كل أكوام الزبالة والنفايات حتى تتخطى المنطقة الموجودة فيها.
خلال فترة العيد نشط لصوص سرقة السيارات خاصة المرايات، فكل صاحب عربة أوقفها أمام باب بيته وجد مراياتها قد سطا عليه صغار اللصوص من الشماشة الذين يبيعونها لمستلمي المال المسروق  بتراب الفلوس، أما برامج العيد فكل القنوات كانت كئيبة وتفتقر إلى الجديد فلا يمكن أن تعيش كل الفضائيات السودانية على فرفور وعاصم البنا وطه سليمان وندى القلعة، فلا جديد في كل الفضائيات بل امتلأت بمغنين لا شكل لهم ولا صوت ولا أدري أين مديرو تلك الفضائيات، وكيف يسمحون لأنصاف المغنين أن يطلوا عبر تلك الفضائيات، ورحم الله الراحل وردي الذي كان يخشى التلاعب بالفن وما كان يسمح لفنان صاعد إلا إذا كان لديه الجديد ويمتلك مقومات الفنان.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية