إعادة النظر في مكرمي برنامج تواصل ثاني!!
المسؤولون دائماً يعتبرون أن ما تكتبه الصحافة هو محاولة استهداف، ولم يأخذوا المسألة في إطار النقد المفيد للمراجعة إذا كان هناك ما يحتاج إلى التقويم والتصويب، فالأخ والصديق الأستاذ “حاتم حسن بخيت” المشرف على برنامج تواصل شخص يتمتع بسعة الأفق وبالهمة والعمل الدءوب وهو مسؤول حافظ لوحه تماماً ففي كل الزيارات التي رافقناه فيها مع رئيس الجمهورية أو النائب الأول أو المساعدين تحس بترتيبه وحفظه للمعلومات التي يقدمها عن الشخص المكرم، ولكن يبدو أنه لم يتحمل ما كتبناه في هذه الزاوية حول برنامج تواصل وإعادة النظر في المكرمين ومنحناه فرصة الرد في نفس هذه الصحيفة أمس، ولكن عباراته لم تكن دقيقة كما أوردتها في الزاوية السابقة، فطالبت بإعادة النظر في المكرمين، وهذه وجهة نظر رغم أنني كنت أساسياً في تلك الزيارات ولكن لا يعني مرافقتي للبرنامج أن لا أبدى رأيي، وذاكرتي يا أستاذ “حاتم” مازالت حديد ولم تشيخ ولم أصاب بالزهايمر ولا بالخرف، لقد ضربت أمثلة بالأشخاص الذين يفترض تكريمهم وهم من المبدعين وليس العاطلين عن الموهبة، فقد ذكرت ثنائي النغم وقلت وجدتهم في حالة يرثى لها وهم كانوا في أمس الحاجة للتكريم لرفع روحهم المعنوية، وقد رحلت “زينب خليفة” فردة ثنائي النغم بعد يوم واحد من مطالبتي بتكريمها أما “أمين زكي” ودكتور “علي قاقارين” فلم أطالب بتكريمهم لأنهم نالوا من التكريم منذ أن حققوا كأس 1970م، ولكن أين البقية من أولئك المبدعين؟ الدكتور “قاقارين” صديق وأمين كذلك فهناك من هم في حاجة للتكريم أكثر منهم، أين “زغبير” أين “سبت دودو”، أين “بشارة” أين حارس مرمى الموردة “عبد الوهاب” الملقب بـ(صفيحة) أين “جقدول” وأسرته، أين “الهادي صيام” أين وأين؟ كثيرون من لاعبي كرة القدم قدموا عطاءً ثراً يفترض أن تعاد البسمة لهم ولأسرهم إن رحلوا عن هذه الفانية.
وفي مجال القانون الذي كرم عدد منهم في هذا العام أيضاً هناك شخصيات تستحق التكريم أمثال “فؤاد الأمين عبد الرحمن” ومولانا “زكي عبد الرحمن” ومولانا الراحل صاحب المواقف الوطنية “محمد ميرغني مبروك” و”دفع الله الحاج يوسف” هؤلاء على سبيل المثال. وفي مجال الشعر ألم يكن أولى بالتكريم الشاعر المبدع “سعد الدين إبراهيم” و”مختار دفع الله” و”هاشم صديق”؟ الشاعر “كامل عبد الماجد” صديقنا، ولكن ما الذي ميزه عن أولئك؟ هل سيد الاسم التي يحفظها الناس له أم أن هناك معايير أخرى لتكريمه؟ وكذلك الفنان “حمد الريح” أيضاً صديقنا ولا نقدح في تكريمه، ألم يكن هناك فنانين في حاجة لرفع المعنويات هم وأسرهم بل هم في حاجة إلى المال لسد رمقهم.
وعندما تحدثنا عن العميد “سيف الدين عبد الرحمن” هو أيضاً من المبدعين إن لم يكن كاتباً لقصيدة أو فناناً ولكنه كان واحداً من أفراد جهاز الأمن المخلصين الذين حفظوا الوطن، وكان مسؤول الأمن بالعاصمة حتى جاءت الإنقاذ، ومازال يحتفظ بأسرار الجهاز وأمن البلاد ولم يغادر الوطن كما فعل الذين غادروا وعملوا في الأجهزة الأمنية بالدول البترولية.
ليس لدي أدنى شك في نزاهة اللجنة التي تقوم بالاختيار وقد جلسنا مع وزير الدولة وقتها “أحمد مختار” وقدمنا له من أراء ولم ينفعل ولم يثور، كلها في سبيل الوصول إلى التكريم اللائق بأبناء وطني الذين قدموا عصارة إبداعهم.. صحيح، لن تستطيع رئاسة الجمهورية أن تكرم كل مبدع ولكن فلنكرم الذين أقعدهم المرض وطواهم النسيان، ربما بث الروح فيهم لكي يقدموا لنا إنتاجاً جديداً.
عموماً أخي “حاتم” ما كتبناه للمصلحة العامة وأنا كنت جزءاً من البرنامج وليس لدي شك في تفهم ما سطره يراعي.