ولنا رأي

أولاد أم درمان (3)

في حلقات سابقة ذكرنا أن حركة التوثيق بالبلاد ضعيفة، وحتى كبار الشخصيات يتخوفون من توثيق سيرتهم الذاتية حتى تستفيد منها الأجيال القادمة، ولذلك نادراً ما نجد شخصية سودانية عملت على توثيق حياتها في كتاب إلا قلة منهم، ولذلك حينما يكتب البعض عن الأشخاص أو المدن أو الأحياء أو الأندية الرياضية أو غيرها ممن تحتاج لعملية التوثيق يجيء التوثيق غالباً ناقصاً إما لافتقار المعلومة أو وفاة من كانوا خزائن المعلومات، فنحاول ونجتهد بقدر ما نستطيع أن نكتب في هذه الزاوية بين الفينة والأخرى عن حياة الأشخاص أو الأحياء كما هو الآن في تناولنا لأولاد أم درمان المدينة التاريخية العريقة التي اتخذها المهدي عليه السلام عاصمة له كما اتخذت من بعد العاصمة الوطنية، وهي لها تاريخ حافل وبها شخصيات فذة حكمت السودان ابتداءً من المهدي والزعيم “إسماعيل الأزهري” و”عبد الله خليل” والرئيس “جعفر نميري” والإمام “الصادق المهدي” الذي شغل منصب رئاسة الوزراء لفترتين و”خضر حمد” و”مبارك زروق” و”حسن عوض الله” وجيل من العمالقة من أولاد أم درمان كانت لهم “شنة ورنة”.. وأولاد أم درمان حسب ما ذكرنا في الأعداد السابقة هم مميزون في كل شيء وبسطاء ومتواضعون، ومن بين تلك الشخصيات الدكتور “صلاح الدين الفاضل” وهو من أولاد (ودنوباوي) منطقة (القرّاشات)، نحت الصخر بيده وكان مديراً للإذاعة السودانية لفترة من الزمن وهو المخرج الإذاعي المخضرم الذي أنتج عشرات المسلسلات التي ما زالت في ذاكرة هذا الشعب، مثل قطار الهم وهو من المسلسلات التي رسخت في وجدان السودانيين وربما ارتبطت بشهر رمضان على ما أعتقد أو عند الرابعة مساء مع كباية الشاي ما بعد الغداء عندما كان الناس يجلسون في السهلة المفروشة بالرملة والعناقريب التي تهبهب ملاياتها، و”صلاح الدين الفاضل” قامة إعلامية الآن أستاذ ومحاضر في أكثر من جامعة، ومن أولاد أم درمان المسرحي الراحل “الفاضل سعيد” الذي توفى وهو على خشبة المسرح ببورتسودان و”ميسرة السراج” و”حديد السراج” و”فراج الطيب” والراحل “علي المك” الذي فُتن بأم درمان حتى الثمالة. ومن أولاد أم درمان “كمال آفرو” ظريف أم درمان في كل المحافل والأستاذ المسرحي صاحب (يوميات سائق تاكسي) “محمد شريف علي” وشقيقه “يحيى شريف” الذي أصبح حاوياً يجوب المدارس مستعرضاً مهاراته في إمتاع التلاميذ، وأولاد أم درمان تعج بهم الوزارات المختلفة شعراء وأدباء، ففي فريق السيد المكي أو الشهداء عمنا الراحل الشاعر الفذ “أحمد محمد صالح” وابنه السفير “صلاح أحمد محمد صالح” أول إذاعي مقدم لحقيبة الفن وشقيقه الراحل صاحب الصوت المميز إذاعياً “عبد الرحمن أحمد محمد صالح” والإذاعي المخضرم “صالح محمد صالح” بمنطقة الكبجاب والأستاذ “عمر الجزلي” بمنطقة (البوستة) وكبار الإذاعيين والإذاعيات الراحلة “ليلى المغربي” وشقيقتها “هيام” والأستاذة “سهام” و”سكينة عربي”، و”نجاة كبيدة” والأستاذة “عزيزة مكي” والمصور البارع “أسامة غاندي” و”الفاتح عبد الحي” و”علم الدين هاشم” والمهندس “رفعت الكامل” و”بدور السباعي” كبيرة الفنيين بالإذاعة السودانية و”كامل عبد الله كامل” و “الدبّاغ عبد القادر” من أبناء (الركابية) و”الهادي الطاهر بدوي” كبير المهندسين بالإذاعة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية