ولنا رأي

وزارة التربية والقدرات المتعجلة!!

من ما قمنا وشبينا ودرسنا وتعلمنا وصمنا رمضان في كل الأزمنة صيف شتاء خريف، ما سمعنا أن وزارة التربية بولاية الخرطوم قررت منح الطلبة إجازة عشان العشر الأواخر من رمضان.. دي بدعة جديدة أو محاولة إخراج إجازة بمسببات لم تكن في حسابات الوزارة.
لقد سبق أن نصحت الوزارة بأن العام الدراسي مع دخول شهر رمضان صعب على التلاميذ فتنفي أن يؤجل العام لما بعد نهاية شهر رمضان. ولكن يبدو أن الوزارة وبعض المسؤولين فيها لم يقتنعوا بنصائح الآخرين.. وعندما أصبح العام الدراسي شاقاً على التلاميذ ليس بسبب الصيام ولكن بسبب نقص الخدمات خاصة خدمات المياه التي أصبحت واحدة من المشاكل التي تواجه الولاية.
إن وزارة التربية وقرارها المرتقب بمنح التلاميذ إجازة في العشر الأواخر من شهر رمضان إخراج غير موفق، فإذا كانت العشر الأواخر للعبادة والتهجد فهذا يعني على الدولة أن تمنح كل العاملين بالدولة موظفين وعمال إجازة حتى يتفرغوا للعبادة وقيام الليل في العشر الأواخر.. فالنظام الذي تريد أن تتبعه وزارة التربية والتعليم أو الإجازة التي تريد أن تمنحها للتلاميذ هذا عمل اتخذته المملكة العربية السعودية منذ أزمان طويلة، فهي في العشر الأواخر تمنح إجازة للتلاميذ وأحياناً لمعظم الموظفين حتى يتفرغوا للعبادة، ولكن في السودان منذ أن نشأنا لم نسمع أن الدولة قد منحت العاملين إجازة بغرض العبادة.
العام الماضي ضرب الولاية شتاءً قارص جعل الولاية تتخذ قراراً بمنح التلاميذ إجازة أو تعديل زمن الطابور من السابعة أو الثامنة إلى العاشرة صباحاً، وهذا قرار مقبول وكذلك عندما تهطل أمطار بغزارة أو تضرب الولاية سيول وفيضانات يمكن أن تتخذ الدولة مثل هذا القرار، لأن السيول تعرض التلاميذ إلى الضياع في ظل البيئة التحتية السيئة للمدارس، فعدد كبير من المدارس غير مؤهلة ولم تجد لها الصيانة الكاملة التي تجعلها تقف صامدة أمام السيول والفيضانات.. وهذا القرار إذا ما اتخذ بتعليق الدراسة يكون المبرر مقبولاً للحفاظ على صحة وسلامة التلاميذ في هذا الظرف الاستثنائي.
القرارات لدى المسؤولين السودانيين دائماً ارتجالية وغير مدروسة ومتعجلة، فما الذي كان يضير وزارة التربية إذا ما أجلت فتح المدارس لما بعد شهر رمضان، فالمدارس فتحت ولكن التلاميذ حتى الآن لم ينالوا الدروس الكاملة فيما أرهقت ميزانية الأسر بدفع قيمة الترحيل لأصحاب المركبات مقدماً، وستدفع الأسر اليوم أو غداً قيمة الترحيل كاملاً ومقدماً، بينما التلاميذ وحسب قرار الوزارة لن يدرسوا إلا أقل من عشرة أيام وأصحاب التراحيل أخذوا حقهم كاملاً ومقدماً، وكذلك حق الدروس الخصوصية، لماذا لا يجلس أهل الوزارة جلسة تفاكر مع بعضهم وقدامى التربويين والآباء لاتخاذ القرارات السليمة بدلاً من هذا التخبط.
غداً نتحدث عن اعترافات وزير التربية الأسبق “سبدرات” وعن السلم التعليمي.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية