ولنا رأي

الوزراء أدوا القسم والتلاميذ دخلوا الفصول!!

انتهاء التشكيل الوزاري وتعيين الوزراء والمساعدين ووزراء الدولة والولاة جاء متزامناً مع بداية العام الدراسي.. ربما يكون وجه الشبه بينهما أن التلاميذ بعد طابور الصباح في أول يوم للعام الدراسي والخطة التي قدمها مدير المدرسة في حضور كل المعلمين يتجه كل تلميذ إلى فصله ويتجه كل “أب فصل” إلى تلاميذه يوزع عليهم الكتب والكراسات ومن ثم الدخول في العام الدراسي والحصص اليومية ودرس العصر. والوزراء الجدد بعد أداء القسم في حضرة رئيس الجمهورية ورئيس القضاء يعلن السيد الرئيس عن انصراف كل الوزراء ووزراء الدولة إلى وزاراتهم فوراً وكل يقدم خطة عمله للمرحلة المقبلة.
فوجه الشبه بين الوزراء وتلاميذ المدارس كل يقوم بواجبه تماماً.. التلاميذ يستذكرون الدروس لينجحوا في نهاية العام الدراسي للانتقال للمرحلة المقبلة، وكذلك الوزراء ووزراء الدولة والولاة المكلفون يقومون بواجبهم توطئه لمحاسبتهم نهاية العام أو بداية التشكيل الوزاري الجديد، لذا ينبغي على الوزراء القيام بواجبهم خدمة لهذا المواطن الذي واجه العديد من الصعاب، وهم في حالة انتظار مزمن لأولئك الوزراء لحلها، وعلى رأس تلك المشاكل المشكلة الاقتصادية، فينبغي على وزير المالية أن يقدم الحلول الناجعة التي تساعد في توفير المأكل والملبس والمشرب لهذه الأمة التي تفتح فاها يومياً في انتظار ما يقدمه وزير المالية من دقيق وقمح وسكر وزيت وكل معينات المواطن على الحياة، بجانب المساعدة في خفض العملة الصعبة في مواجهة العملة المحلية، وهذه تحتاج إلى زيادة الإنتاج والإنتاجية من قمح وفول وسمسم وبترول باعتبارها المواد التي تساهم في دعم  الاقتصاد.
 أما المعضلة الثانية التي تحتاج إلى علاج سريع، فهي مشكلة الصحة، وهذه تعدّ واحدة من المشاكل التي تواجه إنسان السودان في الحضر أو الريف، فالعلاج أصبح مكلفا جداً والشعب “معصور”، والمستشفيات الحكومية لا تستطيع أن تقدم علاجاً مجانياً لكل الحالات والمستشفيات الخاصة أصبحت “بيزنس”، إذا مرض إنسان مرضاً خفيفاً يهول هذا المرض حتى ينتظر المريض عدة أيام داخل المستشفى، وطبيب داخل وطبيب “مارق” و(كلو بحقو).. ورشتات وفحص كل عدة ساعات، و”دربات” وأشكال وأنواع من العلاج تصل بعدها الفاتورة إلى ملايين الملايين، يعجز المريض وأهله عن الإيفاء أو الالتزام بدفعها. وإذا لا قدر الله توفي تحجز الجثة إلى أن يدفع أهل المتوفى قيمة العلاج الذي صرف.
 أما المعضلة الثالثة فهي مشكلة التعليم، ولا تقل أهمية عن الصحة، فالتعليم الآن أصبح مشكلة لكل الأسر السودانية في غياب المدارس الحكومية وتدني مستواها وعدم اهتمام المديرين والمعلمين طالما المرتبات ضعيفة، والمعلم مضغوط من كل الجهات، لذا فإن مشكلة الوزراء كبيرة.. فلابد أن يقدموا عملاً ينجحون به في نهاية العام، شأنهم شأن التلاميذ الذين التحقوا بالعام الدراسي الجديد ويريدون النجاح نهاية العام.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية