ولنا رأي

استجابة لمولانا "أحمد هارون"..!!

مولانا “أحمد محمد هارون” والي جنوب كردفان مازال يطالبنا بتخصيص أيام لذكرياتنا بالقاهرة وأيام بحي ودنوباوي التي قاربت الأعمدة التوثيقية التي كتبناها عنها أن تصل إلى ستين حلقة، فطلب مولانا “أحمد هارون” على العين والرأس. وهو من خريجي جامعة القاهرة الأم كلية القانون، ومازال يحتفظ بذكريات طيبة جداً. ويا ريت يمدنا بمعلومات لنسجلها ضمن السلسلة، أما الأخ “السمؤال خلف الله” ، مدير الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون السابق، وهو أيضاً من طلاب مصر خريج كلية اللغات والترجمة جامعة الأزهر، وهم قلة ممن التحقوا بتلك الكلية من الطلبة السودانيين.. في إحدى الجلسات طلب تبني طباعة الكتاب عن تلك الفترة إذا ما فرغنا منه. وتبنيه للطباعة مجاناً ، وعلى نفقة أروقة، أعتقد إن لم تخني الذاكرة، ولكن لا أدري،  لماذا يحاول الأستاذ “إبراهيم محمود حامد” وزير الداخلية الأسبق ووزير الزراعة الحالي، تجنب الإشارة الى أنه خريج جامعة بيروت، ففي إحدى المرات ذكرته بأن هناك عدداً من خريجي الجامعات المصرية، على رأس الحكومة السودانية، وهو من أولئك، ولكن إجابته كأنما يود أن ينسى تلك الجامعة وتلك الفترة. لا ندري لماذا؟ فالأستاذ “جمال الوالي” رئيس نادي المريخ من خريجي جامعة بيروت بالإسكندرية . وطلبة بيروت طلبة مميزين بالإسكندرية.  والإسكندرية مدينة هادئة وطلابها هادئون ومميزون وحتى طلبة طب الزقازيق، كانوا يفضلون التحول إلى جامعات إسكندرية. فهناك عدد من طلاب طب الزقازيق بعد السنة الثانية، التحقوا بكلية الطب بالإسكندرية، ولم يطلبوا الالتحاق بطب عين شمس أو القاهرة أو الأزهر، فكانت رغبتهم الإسكندرية ومن خريجيها الدكتورة الفريق “نور الهدي محمد الشفيع” زوجة اللواء “عبد الله حسن أحمد البشير” شقيق الرئيس. ومنهم الدكتور “عدلي خليل” اختصاصي الجراحة بالمملكة العربية السعودية. والإسكندرية لها معزة خاصة في نفوس جميع الطلاب السودانيين. وهي أشبه بمكة. فمن ذهب إلى المملكة العربية السعودية ولم يذهب إلى مكة فلم يحج أو يعتمر. وكذلك فمن زار القاهرة ولم يذهب إلى الإسكندرية فلم يزر القاهرة. وطلبتها يحملون الظرف وكثيراً من الملح، فحكى لي اللواء “جمال عبد المنعم طلحة”، وهو من خريجي كلية القانون جامعة إسكندرية. فقال لي إن واحداً من الطلبة السودانيين خرج باكراً في اتجاه الجامعة فامتطى المترو وكماسرة المترو الإسكندرانيين لهم مداعبات خاصة مع الركاب، فنحن كسودانيين نمتاز بالخجل والحماقة في نفس الوقت، فحينما وصل الكمساري إلى الطالب السوداني وقال له ورق ورق وهو يعني التذكرة. فأدخل الطالب يده في جيبه ولم يجد قروش وبحياء شديد. قال للكمساري نسيت الفلوس في البنطلون الثاني، فما كان من الكمساري إلا وأعلن على الركاب قائلاً:  بصوا يا جدعان البيه بيقول نسى الفلوس في البنطلون الثاني. هو ما عندوش قرش التذكرة وبيقول عنده بنطلون ثاني.. أحمر وجه الطالب السوداني .قال أنت يا سماره زعلت؟ فما كان من الطالب إلا أن نزل في أول محطة، وأكمل الباقي إلى الجامعة راجلاً.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية