أغنيتي للفيتوري
تجانى حاج موسى
تلك الأيامُ تمضي..
تتوهج جذوتها
وتسرعُ في الأفول..
مغربُ الشعرِ
ميقاتٌ عجول..
ينبئنا بغتةً،
ويسرعُ في العبور..
بالأمس،
قرأنا آخر سطرٍ
من كتابك..
قرأنا جهرةً
لكل العالمين..
كنا قد حفظناه
مقطعاً
مقطعاً فمقطعين..
وأناشيد للحفاةِ المتعبين
كل حرفٍ فيها،
كان يقطر بالمعزة والحنين!!
ودواتك نزفُ قلبك
ويراعك قد غمسته
في وجعِ السنين..
كم سرادق للعزاء
قد أقمنا؟!
للمعزين الحزانى
الحياري المرهقين؟!
من المحيط إلى الخليج
قد أقاموها
مآتمَ في القلوب
لم يعزيهم سوى
ذاك البريق
تلصفه أشعارك
يخطف الأبصارَ
كنيران الحريق!!
أيها الراحل الباقي
بأشعارك فينا
“الشاعر لا يموت!!”
قلتها – مرة –
وصوتك العميق
تعلوه سكينة
أيها المخبوء فينا
أيها الصوفيُّ
أهديك أغنيتي الحزينة
بعضها منك ومني
ليغنيها دراويش المدينة
فغناؤك – أيها المحبوب
يغسلُ النفسَ الحزينة!!
ينبت الأزهار
يمنح الأطفال
خبزاً وحليب
رحمة الله عليك
وللذين نصبوك مرة
أميرهم
من نصبوك أميرهم
رحمة الله عليهم
يومها قلت لهم
“يا أخوتي هذا كثيرٌ
علىَّ!!
أحاول أن أغني
أغنيتي وأمضي
إن حفظتوها
فهذا مبتغى
هدفي وقصدي
قدر الشاعر
أن يغني
ثم يمضي..