رأي

عز الكلام

“الأمين دفع الله” واللعب بالنار

ام وضاح

اتصل علىَّ صديق للأسرة من واحدة من بلاد المهجر والرجل عرفناه (اقتصادياً) وباقي عشرة على قروشه لدرجة أنه لا يتصل بأحد في السودان إلا للشديد القوي، وكل مجاملاته عبر (الواتساب) والما عنده واتساب يبعث له الرسائل عبر من يملك جهازاً ذكياً. المهم أن الرجل واضح أنه (ممكون وزعلان) والغبينة شارطاه،  وقد ظل يتحدث معي قرابة الربع ساعة وهو يستشيط غضباً ورغم أهمية ما كان يقول إلا أنني ظللت أسرح بين الفينة والأخرى: دي سواها كيف؟! وشحن رصيدو بكم؟ ودعوني اقول إن صديقنا العزيز أبدى كامل امتعاضه وزعله وغضبه من حديث البروفيسور “الأمين دفع الله” لبرنامج حتى تكتمل الصورة عبر النيل الأزرق، حيث قال لي وبالحرف الواحد الزول ده بتكلم كدي مالو؟ وبهذه الفجيعة تجاه اثنين من ممثلي الشعب اللذين فازا بإرادة حقيقية ورغبة جماهيرية في دائرتيهما. وأردف قائلاً بكامل الغضب لماذا يتحدث “الأمين دفع الله” بهذا الغرور وهذا التكبر وكأنه وحزبه (يمنان) على الشعب السوداني بشيء. والرجل طوال المكالمة ظل متمسكاً برأي واحد أنه طالما بالحزب الحاكم شخوص كالبروفيسور فمستحيل أن ينجح حوار أو نصل إلى بر الأمان.
وبصدق شديد أقول إنني تركته يتحدث دون تعليق مني لأنني شعرت أولاً أنه محتاج أن يفضفض ويخرج مكنونات نفسه وإلا سينفجر غضباً، وثانياً الراجل دافع قروش المكالمة وما أردت أن أشاركه في ماله الذي مؤكد ما دفعه إلا للشديد القوي، لكني بالضرورة سأقول له ولغيره ممن شاهدوا واستمعوا لحديث “الأمين دفع الله”، إن هذا البلد تحفه عناية السماء ودعوات الصالحين وركوع وسجود المصلين فجراً وهم كثر والناس نيام، ولولا ذلك لأصابه الحريق من بدري بفصائل غير الناضجين وشطحات الفاسدين أو الذين تهمهم مصالحهم أولاً وأنفسهم وبعدها الطوفان، لذلك رغم أن الحديث مستفز لكنني أثق أنه مجرد صوت خافت وضعيف لا يمثل إلا صاحبه وربما تيار في حزبه يهمه جداً أن لا يمنح الفرصة لغيره في الممارسة السياسية، أو أنهم يعتقدون أنهم اشتروا الحراك السياسي ووضعوا شهادات بحثه في جيوبهم. وبالمقابل لا بد لي أن أحيي النائبين السيد “مبارك” و”برطم” اللذين تزينا بالحكمة والهدوء في مواجهة غضب وصلف واستفزاز “الأمين دفع الله” فلم يتخليا عن المنطق ولا الهدوء، وأرجو أن يكون هذا هو ديدنهما داخل البرلمان! لكنني شخصياً حرقتني (وقطعت فشفاشي) الجزئية التي قال فيها “الأمين دفع الله” إن “البشير” ليس قومياً لكنه رئيس المؤتمر الوطني في رده على حديث النائب عن دائرة (أبو حمد) “مبارك” الذي قال له إن فوز الرئيس بنسبة كبيرة جاء استثناءً لقناعات الشعب السوداني بشخصه. ولا أدري لماذا يحاول “الأمين دفع الله” ومن لف لفه هزيمة هذه الروح والحميمية بين الرئيس وشعبه، بل لماذا يحاول نفي حقيقة ماثلة  أن كثيرين منحوا الرئيس أصواتهم لقناعات وإيمان بشخصه، لا علاقة له من قريب أو بعيد بالمؤتمر الوطني. وأنا أعرف شخوصاً كثيرين حدثوني أنهم منحوا الرئيس أصواتهم ولم يمنحوها نواب دوائرهم عن الحزب الحاكم، وعندما سألتهم عن السبب قالوا لي الرئيس بنعرفوا، ديل بنعرفهم من وين؟؟ لذلك فإن تجريد الرئيس من صفة القومية بهذا الأسلوب لعب بالنار هذا ليس أوانه والبلاد بأجمعها تتجه إلى فترة رئاسية قادمة ننتظر فيها أن يتخذ الرئيس قرارات (قومية)، تجعل الأمور تسير في طريقها الصحيح! أما الذين هم حريصون على أن يجعلوا “البشير” مقيماً تحت (شجرة) الوطني أقول لهم إن بستان الوطن الكبير الذي يحوي المنقة والبرتقال والقريب والجوافة وحتى النيم والتمر هندي، أحق بأن ينتمي إليه “البشير” حد الانتماء واتقوا الله.
{ كلمة عزيزة
أعجبتني حد الطرب عبارة الرئيس بأنهم (عصروا التمرد لما جاب الزيت)، يا سيدي الرئيس بعضهم وفي الخرطوم دي دائر العصر لمن  يجيب الزيت ويعرفوا أن الله حق.

{ كلمة أعز
استغرب لبعض المسؤولين الذين يكونون (لجان متابعة) داخل وزاراتهم بمخصصات ومرتبات، وهي مجرد لجان لمتابعة (القوالات) ليس إلا!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية