حتى الفول عاوزين يمنعوه؟!
لم تنف أو تؤكد محلية الخرطوم ، القرار الصادر بمنع أكل الفول في المحلات، والقرار تم التعليق عليه بالصحف السيارة، وتداوله الناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي ،وكان موضوع العديد من الرسوم الكاريكاتورية.. فإن كان القرار فعلاً صادرا من الولاية أو المعتمد،فان المرجح هو ان تكون الولاية أو المحلية، لم تجد لها “شغلة” تشغل بها الناس، ونحن في موسم الانتخابات التي تفضي إلى مرحلة جديدة من عمر السودان، ولا تحتاج إلى تعكير صفو المواطن المغلوب على أمره، فوجبة الفول تعد من الوجبات الشعبية والأرخص ثمناً، قبل أن تطالها الزيادات التي رفعت من سعر طبق الفول إلى عشرة جنيهات، بعد أن كان سعر الطبق لا يتجاوز الجنيهين، وهو مزروع بأرض السودان ومروى بماء السودان وليس فولاً مستورداً دفعت عليه الجمارك أو القيمة المضافة.
فالفول له أماكن يرتادها عاشقوه ومحبوه، وكان “أبو العباس” صاحب محلات “أبو العباس” بشارع “السيد عبد الرحمن” ،من أشهر أماكن تناوله، وفي حوار معه في وقت مضى ،قال لي: والليل قد انتصف وهممت بإغلاق المحل فإذا برجلين يقتحمان المحل، ويطلبان إعداد وجبة من الفول، قال “أبو العباس” : بعد اضطراب وخوف شديد اتضح أن الرجلين تم إرسالهما من قبل الرئيس الأسبق “جعفر نميري”. ومن الأماكن التي يرتادها أيضاً محبو الفول، بمنطقة ود نوباوي، “أحمد سعد” وهو أشهر محلات الفول، يقصده أبناء أم درمان، ويأتيه الناس من خارج أم درمان، وله “قعدة” خاصة بالبنابر . وحتى الرئيس الأسبق “جعفر نميري” كان من عشاقه.
وفي ود نوباوي ،نفسه، ا هناك أشهر محل لتناول الفول : محلات “الصادق” الملقب بـ(الجان) ،بشارع الهجرة بالقرب من منطقة القراشات، فلن تصدق إذا جئت في المساء ، ووجدت جمهرة من الناس، جالسين وواقفين ،من محبي الفول، وبالقرب منه. أيضاً أشهر فوال “محمد أحمد عبد الرحمن” الملقب بـ(محمد أبو حليب)، وأيضاً بالقرب من منطقة الدومة أو صينية ود نوباوي ،هناك أشهر فوال وهو “حشمت”، والعديد من الأسماء وأصحاب محلات الفول، فكيف تطالب الولاية بمنع المواطنين من ارتيادها ،وهل من أسباب حقيقية لهذا المنع، وهل هناك أضرار تنجم عن تناول الفول؟ أم إن الأمر “طلع” لمسؤول في رأسه واتخذ هذا القرار؟ مثل القرارات التي صدرت بدون معنى، من قبل ، كـ(البكور) وتغيير السلم التعليمي ، وغيرهما من القرارات التي تضرر منها المواطن، أكثر من انتفاعه منها.
فإن كانت هناك قرارات طالعة لمسؤول في رأسه،فينبغى ان يكون لها موضوع آخر، “إلا الفول وقوت المواطنين”!! فالفول وجبة شعبية حتى عند إخواننا المصريين .هل رأيتم العربات المتحركة عند الصباح وهي أشبه بدكان فول؟ وكيف يتحلق المواطنون حولها ،قبل أن يغادروا إلى أماكن عملهم؟ هل شاهدتم الذين يرتادون محلات الفول بـ(الدمياطي) و(آخر ساعة)، وغيرهما من الأماكن الأشهر لتناول الفول.. أيها المسؤولون اتخذوا القرارات التي تفيدكم والمواطن، بدلاً عن الإضرار به.