ولنا رأي

الصراع حول الأرض..!!

نزع الدكتور “عبد الرحمن الخضر” والي ولاية الخرطوم فتيل أزمة كادت أن تتفجر بسبب التعدي على جنينة وضريح الشريف “الهندي” بمنطقة حلة كوكو.. لقد أصبحت الأرض محل أزمة بين المواطنين والجهات التي يصدق لها.. فالشريف “الهندي” وهب نفسه للسودان ومات في السودان وأوصى أن يدفن بتلك الجنينة بمنطقة حلة كوكو، ولكن يبدو أن الولاية أو جهاز الاستثمار بدأ في بيع الأراضي دون التثبت أو التيقن من مالكيها؛ مما جعل المستثمرين يصطدمون بالواقع المرير حينما يأتون بآلياتهم ومعداتهم لتنفيذ المشروع الذي تم التصدق لهم به.. فليس من المنطق أو العقل أن تبيع الولاية أو الأراضي أو جهاز الاستثمار الأضرحة أو المقابر دون أن تعلم أنها ملك خاص ولا يحق للدولة أن تتصرف فيها.. ولا أظن أن مشكلة الجنينة والضريح قد انتهت بتدخل السيد الوالي، فالأمر لن ينتهي إلا بسحب التصديق الممنوح لهذه الجهة أو تلك فإن لم يسحب فإن القضية سوف تتفجر من جديد وتروح بسببها أرواح بريئة.
في بداية الإنقاذ بدأت عمليات بيع لميادين كثيرة ولم تنفع الاحتجاجات التي قام بها المواطنون ولا الاعتصام، ففي النهاية تم ما أرادته الشئون الهندسية أو الدولة، فأصبحت العديد من الميادين التي كانت متنفساً للأحياء أو ميادين لكرة القدم أصبحت مملوكة لقطاع خاص فإما أن تكون أصبحت سكناً أو مستشفى خاصاً أو أي نوع من أنواع الاستثمارات التي ولجها أصحاب الأموال.
إن ضريح الشريف وجنينته لم تكن هي المشكلة الآن، فهناك أزمة أخرى بميدان أبو كدوك، فالميدان متنفس لأهل الحي وربما حديقة تقام فيها أفراح وأتراح المواطنين، ولكن هذا الميدان البالغ من العمر عشرات السنين تعدت عليه سلطة الشرطة وحاولت أن تمدد فيه بغرض زيادة مساحة الجوازات.. فالآن هناك احتقان في هذا الميدان وتعبأ المواطنون وإذا لم تتدخل سلطات الولاية كما تدخلت بوقف الشركة التي اشترت الأرض التي يقبع فيها ضريح “الهندي” والجنينة، قد تحدث كارثة يروح ضحيتها بعض المواطنين.. فالميادين ومنذ أن قامت السلطات بتخطيط المدن وضعتها متنفساً للأحياء ولم تقل إن هذا الميدان يحق للولاية التصرف فيه وقت ما شاءت؛ ولذلك أصبحت تلك الميادين حقاً لسكان الحي ولا يحق للدولة أن تنتزعه منهم أو تتصرف فيع لأي شيء آخر، إلا إذا كان التصرف فيه مصلحة للحي أو المواطنين.. أما غير ذلك فالمتعصبون سيؤدون إلى كارثة.
إن الأرض في السودان أصبحت أغلى من أي أرض في العالم رغم المساحات الشاسعة التي يتمتع بها السودان، فلا ندري لماذا تصر الشئون الهندسية أو الجهات المسؤولة في الأراضي ببيع مثل تلك الأراضي في مناطق يمكن أن تفجر أزمة ولماذا الاستثمار في تلك الأرض فقط؟ ولماذا لا تمنح الأراضي الاستثمارية بعيداً عن المناطق التي يمكن أن تندلع فيها الصراعات.. عموماً على الولاية أن تنزع أي فتيل يقود لمعركة بين المواطنين.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية