من مسؤول عن تدني مستوى التلاميذ؟!
في ظل التطور التقني ودخول أجهزة الحاسوب والموبايلات الذكية وكل ما هو متعلق بالتطور التقني.. افتقد تلاميذ المدارس إلى المعلومات العامة وحصة المكتبة التي ترفع من شأن أولئك التلاميذ وتزيد من حصيلتهم المعرفية، اندهشت لوزارة التربية ولمسؤوليها الذين وضعوا امتحاناً لتلاميذ الصحف الخامس لا أدري هل هي مادة الإنسان والكون أم غيرها من المواد الحديثة.
في أحد الأسئلة التي تتطلب أن يجيب أولئك التلاميذ صغيرو السن والمعرفة، طُلب منهم أن يذكروا ما هي عاصمة شمال كردفان، وسؤال آخر عن ما هي عاصمة نهر النيل.. بالله عليكم إذا طرح هذا السؤال على طلبة بإحدى جامعات السودان المختلفة هل سيعرف أولئك الطلبة الإجابة؟.. وحتى من عامة الناس الآن إذا طرح عليهم أيضاً هذا السؤال هل سيجدون الإجابة.
إن وزارة التربية ومعلميها يتعاملون مع أولئك التلاميذ الصغار بعقولهم وليس بعقول الصغار، هذه أسئلة لم تطرح عليهم في المقرر ولم يعرفوها، وربما إذا سئل أحدهم عن واحدة من مدن الولاية لعجز عن الإجابة، مثلاً إذا سئل عن سوق ستة أو كرور أو أم بدة أو الحاج يوسف، والله سيسقط هؤلاء التلاميذ في معرفة الإجابة. كما تسقط أوراق الشجر عند الصيف أو في فصل الشتاء.
عقول الصغار الآن أكبر من عقول الكبار في ما يخصهم من معرفة خاصة في (الواتساب) وأجهزة الحاسوب والموبايلات كل ما هو متعلق بها يعرفونه جيداً، ولكن تطرح عليهم أسئلة لم يدرسوها أو أبلغتهم أسرهم بها كيف سيعرفون الإجابة؟.
الجيل الحالي وفي ظل الظروف الضاغطة وخروج الآباء من الصباح حتى المساء لن يتمكنوا من معرفة وطنهم معرفة حقيقية بجانب المنهج الدراسي المبهم (الإنسان والكون ومسكننا) وغير ذلك من العلوم الحديثة التي فصلت التلاميذ تماماً جيلاً عن جيل، فجيلنا لن يستطيع أن يتلاءم مع الأبناء ولن يتمكن من شرح مادة في الرياضيات أو الإنسان والكون، فوزارة التربية لابد أن تقيم ورش عمل لمراجعة المناهج الدراسية الحالية، فورش العمل المتأنية تمكن القائمين على الأمر اتخاذ القرار السليم حتى ولو جاء القرار بعد عشر سنوات بدلاً عن قرار يصدر بليل ويطبق بليل.. فالمناهج الدراسية كانت في وقت مضى تخضع إلى تمحيص دقيق ببخت الرضا، وهناك فترة لتأهيل وتدريب المعلمين قبل تطبيق المنهج، ولكن حالنا اليوم كل وزير جديد يحاول أن يفرض رأيه حتى ولو كان خطأ، المهم جاء ببدعة جديدة اسمها السلم التعليمي.. فتدني مستوى التلاميذ ناتج من هذا التخبط، ولذلك أصبحت المدارس تخرج أنصاف معلمين لأن روح المعلم الآن غير روح المعلم في السابق، وتلميذ اليوم ليس هو تلميذ الأمس، فالمسألة التعليمية محتاجة إلى مراجعة كاملة.